التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: انطلقنا مع النبي عام الحديبية فأحرم أصحابه

          1822- قوله: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ) هو أبو زيد العامري الجرشي مولاهم البصري صاحب الهروي، كان يبيع الثياب الهروية، روى عنه البخاري، وروى هو ومسلم والتِّرمذي والنَّسائي عن رجل عنه، مات سنة إحدى وعشرين ومائتين.
          قوله: (فَأُنْبِئْنَا بِعَدُوٍّ بِغَيْقَةَ) هي بغين معجمة مفتوحة ومثنَّاة من تحت وقاف: موضع ببلاد غفار بين مكَّة والمدينة. قال القاضي: وقِيلَ: قليب لبني ثعلبة، وكذا قال يعقوب، وقال أبو عبيد: هو موضع رسم رضوي لبني غفار، قال أبو عبيد: وغيقة لبني غفار صحيح.
          قوله: (فَبَصُرَ أَصْحَابِي بِحِمَارِ وَحْشٍ) هو بفتح الموحَّدة من بصر وضم الصاد المهملة، وعن الهروي والقابسي والكشميهني: <فنظر أصحابي> بالنون والظاء، وعلى هذه الرواية فإنَّما أدخل الباء في قوله: (بِحِمَارِ) وإن كان (نظر) متعديًا حملًا على (بصر)، فكأنَّه قال: فبصر أصحابي بحمار وحش كما في الأولى.
          قوله: (فانظرهم) هو بهمزة وصل وكسر الطاء، أي: انتظرهم.
          قوله: (إِنَّا اصَّدْنَا حِمَارَ وَحْشٍ) كذا هو مضبوط بتشديد الصاد، وفي نسخة: <صدنا>، قال ابن التين في الأول: كذا وقع، واللغة على: صدنا من: صاد يصيد، وكذا وقع عند الأصيلي: <صدنا>، وقال بعضهم: من أدغم فعلى لغة من يقول في: مصطبر: مصبر، وقرأ بعضهم: أن يصَّلحا بينهما صلحًا، وفي نسخة: <أُصدنا> بالألف المضمومة، أي: عرض لنا صيد، و(اصدنا) بالتشديد هو من قولك: اصطاد افتعل من الصيد، ثمَّ أدغمت الياء في الصاد أو الطاء في الصاد لتقاربهما.