التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: قرأ النبي النجم بمكة فسجد فيها

          1067- قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) هو بباء موحدة، وهو بُندار بموحدة في أوَّله مضمومة، وشين بشار معجمة.
          قوله: (حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ) هو بغين معجمة مضمومة ونون ساكنة ودال مهملة مفتوحة، وحكى النَّووي في «شرح مسلم» عن الجوهري ضمَّها أيضًا، واسمُه محمد بن جعفر.
          قوله: (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ) هو السَّبيعي، واسمه عمرو بن عبد الله الهمداني.
          قوله: (سَمِعْتُ الأَسْوَدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ) الأسود هو ابن يزيد، وعبد الله هو ابن مسعود.
          قوله: (قَرَأَ النَّبِيُّ صلعم النَّجْمَ بِمَكَّةَ فَسَجَدَ فِيهَا وَسَجَدَ مَنْ مَعَهُ) أي مَن كان حاضرًا قراءتهُ مِن المسلمين والمشركين والجنِّ والإنس كما يجيء في رواية ابن عباس.
          قال القاضي: كان سبب سجودهم فيما قاله ابن مسعود أنَّها أوَّل سجدة نزلت، وأمَّا ما يرويه الإخباريون والمفسِّرون أنَّ سبب ذلك ما جرى على لسان رسول الله صلعم مِن الثناء على آلهة المشركين في سورة النَّجم بعد قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى. وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى}[النجم:19-20] مِن قوله _تلك الغرانيق العلا وعندها الشفاعة ترتجى_ فباطل لا يصحُّ فيه شيء لا مِن جهة النقل ولا مِن جهة العقل، لأنَّ مدح إله غير الله تعالى كفر، ولا يصحُّ نسبة ذلك إلى لسان النبيِّ صلعم ، ولا أن يسلَّط الشَّيطان على إجرائه على لسانه صلعم ولا أنْ يقوله الشَّيطان على لسانه.
          قوله: (غَيْرَ شَيْخٍ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى أَوْ تُرَابٍ فَرَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ، وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا، فَرَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا) هذا الشَّيخ هو أميَّة بن خلف كما ذكره البخاري في تفسير سورة النجم، وقال ابن سعد: إنَّه الوليد بن المغيرة، قال: وقال بعضهم أبو أُحَيْحَة، وقال بعضهم: كلاهما جميعًا فعل ذلك، قال محمَّد بن عمر: وكان ذلك في شهر رمضان سنة خمس مِن البعثة، وحكى المنذري فيه أقوالًا: الوليد بن المغيرة، عتبة بن ربيعة، أبو أُحيحة سعيد بن العاص، ومَا ذكره البخاري أصحُّ، وقُتل يوم بدر كافرًا، ولم يحكي ابن بطال غير أنَّه الوليد بن المغيرة، وقيل: إنَّه أُبي بن خلف، وقتلَه النبيُّ صلعم يوم أُحدٍ مشركًا.
          وفي قوله: (فَرَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ) إشارة إلى أنَّ مَن سجد مع النبي صلعم مِن المشركين قد أسلموا.