التلويح شرح الجامع الصحيح

حديث: لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده

          2998- حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وحدثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عَاصِمُ، عَن أَبِيهِ، عَن ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ، مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ».
          زعم خلف أن البخاري لم يروه عن أبي نعيم (حَدَّثَنَا)، وإنما قال: «وقال أبو نعيم».
          ثم قال: لم يقل _يعني البخاري_ في حديث أبي نعيم: حدثَنَا، وإنما قال: قال أبو نعيم، عن عاصم. وتبعه المزي حذو القذة بالقذة، وهو كما ترى فيما رأيت من كتاب الصحيح من رواية أبي الوقت وغيره: حدثنا أبو نعيم، وكذا ذكره أبو نعيم في مستخرجه.
          وأما تخريج الحاكم له من غير زيادة، وقوله فيه: صحيح على شرط مسلم، فغير جيد.
          وقول الترمذي: لا يعرفه إلا بهذا الوجه من حديث عاصم بن محمد، فكذلك أيضًا؛ لأن النسائي رواه عن المغيرة بن عبد الرحمن / عن محمد بن ربيعة، عن عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر، به.
          قال ابن التين: (الوَحْدَةُ) ضبطت بفتح الواو وكسرها، وأنكر بعض أهل اللغة الكسر، وقال ابن قُرْقُول: «وَحدَكَ» منصوب بكل حال عند أكثر أهل الكوفة على الظرف، وعند البصريين على المصدر. أي: توحد وحدةً.
          قال: وكسرته العرب في ثلاث مواضع: عُيير وحدِه، وجحيش وحدِه، ونسيج وحدِه.
          وعن أبي علي: رجل وَحَد، ووَحِد، بفتح الحاء وكسرها، ووَحْد، ووَحِيد، ومُتوحِّد، والأنثى: وَحْدَة، وأنشد في «التذكرة»: كالبيدانة الوَحدة.
          ووَحِدَ، ووَحُدَ، بكسر الحاء وضمها وَحَادة، ووَحِدَة، ووَحْدًا، وتوحَّد كله: بقي وحده ، وعن كراع: الوحَد: الذي ينزل وحده.