تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

معلق عثمان: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة

          2311- (عَوْفٌ) أي ابن جميلة العبدي.
          (زَكَاةِ رَمَضَانَ) أي زكاة الفطر منه. (يَحْثُو) بمثلثة أي يأخذ بكفَّيه. <وَاللهِ> ساقط من نسخة. (وَعَلَيَّ عِيَالٌ) أي نفقتهم، أو (عَلَيَّ) بمعنى اللَّام. (وَلِي) في نسخة: <وَبِي>. (مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ) سُمِّي أسيرًا لأنَّه كان قد ربطه بسير كما هو عادة العرب.
          وفيه اطْلاعه صلعم على بعض المغيبات، وروى الطبراني: ((أنَّ جبريل(1) جاء إليه وأخبره بذلك))، (أَمَا) بالتخفيف حرف افتتاح، فقوله: (إِنَّهُ) بالكسر، وفي نسخة بالفتح بجعل (أَمَا) بمعنى حقًّا (كَذَبَكَ)(2) بتخفيف الذَّال.
          (فَرَصَدْتُهُ) أي ترقبته (فَجَاءَ) في نسخة بدله(3) هُنَا وفيما يأتي: <فَجَعَلَ>. (إِنَّكَ تَزْعُمُ) بكسر الهمزة افتتاح وبفتحها بتزعم.
          (دَعْنِي) أي اتركني. (أُعَلِّمكَ) بالجزم جواب (دَعْنِي) وبالرفع خبر مبتدأ محذوف، والجملة جواب: (دَعْنِي) (يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا) صفة لـ(كَلِمَاتٍ) ونفعها ما رواه البيهقي بلفظ ((مَنْ قَرَأَهَا_أي آيَةَ الكُرْسِيِّ _ حِينَ(4) يَأْخُذُ مَضْجَعَهُ آمَنَهُ اللهُ(5) عَلَى دَارِهِ وَدَارِ جَارِهِ وَأَهْلِ دُوَيرَاتٍ حَوْلَهُ))، أو ما يأتي في الحديث من قوله: (لَنْ يَزَالَ عَلَيكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ... إلى آخره).
          (مَا هُوَ؟) أي ما ذكرته من الكلمات. (أَوَيتَ) بالقصر على المشهور، أي أتيت. (مِنَ اللهِ) متعلق بقوله: (حَافِظٌ) بمعنى حافظ من عند الله، أو من جهة أمر الله وقدَرَه، أو من بأس الله ونقمته، كقوله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ وَمِن خَلفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِن أَمرِ اللهِ} [الرعد:11] / (وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ) بفتح الرَّاء والموحدَّة، ونون التوكيد الثَّقيلة، وفي نسخة: <وَلاَ يَقْرَبَكَ> بحذف النون ونصب الفعل، وهو على النسختين عطف على (يَزَالَ). (شَيطَانٌ) في نسخة: <الشَّيطَانُ>.
          (قُلتُ) في نسخة: <فَقُلتُ>. (قال) في نسخة: <قُلتُ>. (حَتَّى تَخْتِمَ) أي <الآيَةَ> كما في نسخةٍ. (لَنْ يَزَالَ) في نسخة: <لَم يَزَل>. (وَلاَ يَقْرَبَكَ) بالنصب والرفع. (شَيطَانٌ) في نسخة: <الشَّيطَانُ >(6) (مُنْذُ) في نسخة: <مُذ>.
          ووجه مطابقته للجزء الأوَّل من التَّرجمة قوله(7): (فَخَلَّيتُ سَبِيلَهُ) حيث ترك أبو هريرة وهو وكيل في حفظ زكاة الفطر الجابي للطعام، وأخبر بذلك رسول الله صلعم فأجازه، وللجزء(8) الثَّاني منها: تخلية أبي هريرة الجابي(9) للطعام إلى وقت قسمته على مستحقيِّ الزَّكاة، فكأنَّه أقرضه ذلك إلى أجل، ولا غرض له في تأجيله، وأخبر بذلك النبي(10) صلعم فأجازه.


[1] هو في المستدرك للحاكم2068، وأبو نعيم في الدلائل.
[2] في (ع): ((كذلك)).
[3] في (ك): ((له)).
[4] في (د): ((حتى)).
[5] زاد في (ع) و(د): ((تعالى)).
[6] قوله: ((قُلتُ في نسخةٍ... في نسخة الشَّيطَانُ)) ليس في (ع).
[7] في (ع): ((فقوله)).
[8] في (د): ((للجزاء)).
[9] في (د): ((الجاثي)).
[10] قوله: ((النبي)) ليس في (ع).