تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث: فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي

          935- (فِيهِ سَاعَةٌ) أبهمها هنا كَلَيلة القدر، والاسم الأعظم؛ حتى تتوفر الدَّواعي على مراقبة ساعةِ ذلك اليوم، لكنها ثبتت في أخبارٍ أُخر أرجحها خبرُ مسلمٍ: ((أنها ما بين أن يجلسَ الإمامُ على المنبرِ إلى أن يقضي(1) الصَّلاة)). وقيل: هي آخرُ ساعةٍ من يوم الجمعةِ. وقيل: عندَ الزَّوال. وقيل: من العصرِ إلى المغربِ، وقيل غيرُ ذلك، والصحيحُ الأول وبه جَزم النووي.
          (وَهُوَ قَائِمٌ) حال (يُصَلِّي) حال ثانية (يَسَأَلُ اللهَ) حال ثالثة، والثلاثةُ متداخلة أو مترادفة، وذكر (قَائِمٌ) جريٌ على الغالب؛ إذ(2) غيره مثله، أو (قَائِمٌ) معناه: ملازم، فلا حاجةَ إلى ذلك. (يُقَلِّلُهَا) أي: يُخفِّفها، فهي لحظة لطيفة بين جلوس الإمامِ على المنبر وانقضاءِ الصَّلاة.
          قال شيخُنا: فإن قيل: ظاهرُ الحديثِ حصولُ الإجابة لكل داعٍ بالشرط المتقدم، مع أنَّ الزمانَ يختلف باختلافِ البلاد والمصلِّي، وساعةُ الإجابة متعلقة بالوقت، فكيف يتفقُ مع الاختلاف؟!
          أُجيب: باحتمال أن تكون ساعة الإجابة متعلقةٌ(3) بفعل كلِّ مصلٍّ، كما قيل نظيرُه في ساعةِ الكراهة، ولعل هذا فائدةُ جعلِ الوقت الممتد مظنةً لها وإن كانت خفيفةً(4). انتهى.


[1] في المطبوع: ((تُقضى)).
[2] في (د): ((أو)).
[3] قوله: ((بالوقت فكيف يتفق... ساعة الإجابة متعلقة)) ليس في (د).
[4] في (د): ((حقيقة)).