التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: كنت إلى جنب زيد بن أرقم

          3949- قَوْلُ زَيْدٍ (غَزَا سَبْعَ عَشْرَةَ) قد زاد أهل التَّاريخ، فقال ابْنُ سَعْدٍ: سبعًا وعشرين، وسراياه ستًا وأربعين، والذي قاتل فيها: بدر، وأحد، والمريسيع، والخندق، وخيبر، وقريظة، والفتح، [وحنين] ، والطَّائف، قال: وهذا الذي اجتمع لنا علمه، انتهى.
          وعلى هذا فإنَّما أخبر زَيْدٌ عمَّا علمه، وقول زيد: أولهن العشيرة خلاف ما حكاه البُخاريُّ أوَّلًا عن ابْنِ إسْحاقَ، قال القُرْطِبِيُّ: والذي قاله ابنُ إسْحَاقَ في ترتيب الثَّلاث غزوات هو الصَّحيح.
          وقال السَّفاقُسِيُّ: يجمع بينهما بأنَّ زيدًا أراد أوَّل ما غزوت أنا معه.
          ويضعِّفه رواية مُسْلِمٍ: «قُلْتُ: فمَا أَوَّلُ غَزاةٍ غزَاهَا ؟ قَالَ: ذَاتَ العُشَيْرُ أَوْ العُسَيْرَةُ».
          (قُلْتُ: فَأَيُّهُمْ كَانَتْ أَوَّلَ) قال ابنُ مَالِكٍ: صوابه فأيُّهن أو فأيُّها، و«أوَّلَ» بالنصب على الخبرية.
          (قَالَ: العُشَيْرُ) بشين معجمة.
          (أو العسيرة) بسين مهملة وزيادة هاء.
          (فَذَكَرتُ لقَتَادَة، فَقَالَ: العُشَيْرَةَ) بمعجمة، كذا رواه البُخَاريُّ عن شُعْبَةَ عن ابْنِ إِسْحَاقَ، وفي «مسند الطّيَالِسِيِّ»: حدَّثنا شُعْبَةُ عن ابْنِ (1) إسْحاقَ: قلت لِزَيْدٍ بْنِ أَرْقَمَ: ما أوَّل غزاة غزاها رسول الله صلعم ؟ قال: العشيرة، والعشيرة بالهاء في الموضعين.
          وقال ابنُ سَعْدٍ: غزا رسول الله ذا العشيرة في جمادى الآخرة على رأس ستَّة عشر شهرًا من مهاجره في خمسين ومائة، وقيل: في مائتين (2) من المهاجرين على ثلاثين بعيرًا يعتقبونها، وحمل لواءه وكان أبيض حَمْزَةَ بْنِ عَبدِ المُطَّلِبِ، واستخلف على المدينة أبا سَلَمَةَ المَخْزُوْمِيّ، يطلب عيرًا لقريش التي كان القتال ببدر بسببها حين رجعت من الشَّام، فبلغ ذا العشيرة، وهي لبني مدلج تهامة ينبع، وبين ينبع والمدينة تسعة بُرُد، فوجد العير قد مضت إلى الشَّام قبل ذلك بأيَّام، فوادع بني مدلج حلفاءهم من بني صبرة، [ثمَّ] (3) رجع إلى المدينة ولم يلقَ كيدًا.


[1] في غير [ب] : أبي إسحاق.
[2] في غير [ب] : مائة.
[3] ما بين معقوفين زيادة من [ف] .