التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: انطلقت فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه

          2439- (فَاعْتَقَلَ شَاةً) أي: حبسها، واعتقال الشاةِ: أن يضع رجله بين فخذي الشاة [ويحلبها] .
          (حَلَبَ كُثْبَةً) بمثلثة، أي: قليل، سميت بذلك لاجتماعها، وقال يعقوب: الكثبة قدر حلبة، وأدخل البخاري هذا الحديث في أبواب اللقطة لأن اللبن إذ ذاك في حكم الضائع المستهلك، فهو كالسوط الذي اغتفر التقاطه وأعلى حاله أن يكون كالشاة، وقد قال فيها: «هِيَ لَكَ أَوْ لأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ» وكذلك هذا اللبن هو إن لم يحلب ضاع.
          وهذا أولى من قول من تأوَّله على أنَّه مال حربي إذ الغنائم لم تكن أُحلَّت بعد.
          وقيل: إنها كانت لصديق للصدِّيق، ولهذا قال: «فَسَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ»، أو على أن قوله: «هل في غنمك من لبن» أراد به هل أذن لك في ذلك؟ أو على أن ذلك مستفاض بين العرب لا يرون بذلك بأسًا مطلقًا، أو في حق محتاج، أو يبيحون ذلك لرعاتهم، فهذه ستة أوجه كلها محتملة.
          (حتَّى بَرُدَ) بضم الراء، قاله الجوهري، وبفتحها قاله ابن طريف في «الأفعال»، أي: صار باردًا.