التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: من حلف فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل لا إله إلا الله

          4860- قوله: (حَدَّثَنِي(1) عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ): تَقَدَّم أنَّ هذا هو المسنديُّ، وتَقَدَّم لم قيل له: المسنديُّ، و(هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ): قاضي صنعاء، تَقَدَّم، و(مَعْمَرٌ): بفتح الميمين، بينهما عين ساكنة، ابن راشد، تَقَدَّم، و(الزُّهْرِيُّ): محمَّد بن مسلم ابن شهاب، تَقَدَّم، و(حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ): هو الزُّهريُّ، تَقَدَّم مرارًا، وأنَّه ليس بالحِمْيَريِّ، و(أَبُو هُرَيْرَةَ): عبد الرَّحمن بن صخر، على الأصحِّ من نحو ثلاثين قولًا، تَقَدَّم مِرارًا.
          قوله: (حَلْـِفِهِ): هو بكسر اللام، وتسكَّن؛ لغتان في «الصحاح»، تَقَدَّمتْ [خ¦2263].
          قوله: (وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى): تَقَدَّم الكلام على (اللات) [خ¦4859]، وأمَّا (العُزَّى)؛ [فهي] شجرة تعبدها غطفان، وهي تأنيث (الأعزِّ)، فقطعها خالدٌ.
          قوله: (فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ): قيل: إنَّما أوجب ذلك إشفاقًا مِن الكفر؛ لأنَّ اليمين إنَّما يكون بالمعبود الذي يُعظَّم، فإذا حلف بهما؛ فقد ضاهى الكفَّارَ في ذلك، فأُمِر أن يتدارَكَه، والله أعلم.
          قوله: (تَعَالَ أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ): أي: فليتصدَّق بما ينطلق عليه الاسم؛ لقوله في «مسلم»: «فليتصدَّق بشيء»، وهذا يدلُّ لما قاله المحقِّقون، وقال الخَطَّابيُّ: (يتصدَّق بما أراد أن يُقامِر به)، وقد نقل شيخنا هذا عن الأوزاعيِّ، وكذا رأيت بعضهم نقله عنه أيضًا، وعن بعض الحنفيَّة: أنَّ المراد بها كفارةُ اليمين، وظاهر الحديث _كما قال القُرْطبيُّ_ وجوب الصدقة وقول: (لا إله إلَّا الله) في حقِّ الأوَّل، وسأذكر في (النذور والكفَّارات) حديثًا من عند ابن عديٍّ في «كامله» يدلُّ لما قاله بعض الحنفيَّة، وفيه مقالٌ، والله أعلم [خ¦6650].


[1] كذا في (أ) و(ق)، ورواية «اليونينيَّة»: (حدَّثنا).