التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة

          4340- قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه ابن زياد، وأنَّ له مناكير اجتنبها أصحاب «الصحيح»، وتَقَدَّم مترجمًا [خ¦36]، و(الأَعْمَشُ): سليمان بن مهران، تَقَدَّم مِرارًا، و(سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ): بضمِّ العين، وفتح الموحَّدة، وهذا ظاهرٌ جدًّا عند أهله، و(أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه عبد الله بن حَبيب بن رُبيِّعة، الإمام، مقرئ الكوفة.
          قوله: (فَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ): تَقَدَّم الكلام مطوَّلًا قُبَيل هذا في أوَّل هذه السريَّة؛ فانظره.
          قوله: (أَوْقِدُوا نَارًا): هو بقطع الهمزة، وكسر القاف، رباعيٌّ، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
          قوله: (حَتَّى خَمَـِدَتِ النَّارُ): (خمدت)؛ كـ(نَصَرَ) و(سَمِعَ)، خمْدًا وخمُودًا: سكن لَهَبُها، ولم يُطفأ جمرُها، وأخمدتُها.
          قوله: (لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ): إن قيل: فلو دخلوها؛ دخلوها طاعة لله ورسوله في ظنِّهم، فكانوا متأوِّلين، فكيف يُخلَّدون فيها؟
          قيل: لمَّا كان إلقاء نفوسهم في النار معصية يكونون بها قاتلي أنفسهم، فهمُّوا بالمبادرة إليها من غير اجتهاد منهم هل هو طاعة أو قربة أو معصية؛ كانوا مُقْدمين على ما هو معصية محرَّم عليهم، ولا تُشرَع طاعةُ وليِّ الأمر فيه؛ لأنَّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، قال السؤالَ والجوابَ ابنُ القيِّم شمس الدين بأطول من هذا، وهذا على أنَّ الحديث الذي سأل فيه وأجاب بغير قيد (يوم القيامة)، وقال النوويُّ في «شرح مسلم»: (هذا ممَّا علمه صلعم بالوحي، وهذا التقييدُ بـ«يوم القيامة» مبيِّن للرواية المطلقة [بأنهم] لا يخرجون منها لو دخلوها)، انتهى، وقال شيخنا: («لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة»؛ أي: ذلك جزاؤهم لو فعلوا)، انتهى.