التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أتى النبي سباطة قوم فبال قائِمًا

          224- قوله: (حَدَّثَنَا آدَمُ): تقدَّم مرَّاتٍ أنَّه ابن أبي إياس، وتقدَّم الكلام على(1) صرف (آدم) وعدم صرفه فيما مضى [خ¦101].
          قوله: (عَنِ الأَعْمَشِ): تقدَّم أنَّه سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ، أبو محمَّد الكاهليُّ الحافظ، أحد الأعلام.
          قوله: (عَنْ أَبِي وَائِلٍ): هو شقيق بن سَلَمة _بفتح اللَّام_ الأسديُّ، مخضرمٌ، سمع عمرَ ومعاذًا، وعنه: منصورٌ والأعمشُ، قال: (أدركتُ سبعَ سنينَ(2) مِن سِنِي الجاهليَّة)، تُوُفِّيَ سنة ░82هـ▒، وكان من العلماء العاملين، أخرج له الجماعة، وقد ذكرتُ المخضرمين في مؤلَّفٍ مفردٍ، فإنْ أردتهم؛ فانظرِ المؤلَّفَ المشارَ إليه.
          قوله: (عَنْ حُذَيْفَةَ): هذا هو ابن اليماني حِسْل _ويقال: حُسَيل_ ابن جَابِر بن عمرو بن ربيعة بن(3) جروة، وجروة حالَفَ بني عَبْد الأشهل حين أصاب دمًا في قومه، فقيل [له]: اليماني؛ لأنَّ الأنصار من اليمن، وياء (اليماني) وكذا(4) (العاصي) وكذا (ابن أبي الموالي) وكذا (ابن الهادي) قال النوويُّ: (الصَّحيح إثباتها)، شهد حذيفةُ وأخوه صفوانُ وأبوهما أُحُدًا، فقَتَل المسلمون أباه خطأً، وسيأتي مَن قَتَل أباه خطأً إنْ شاء الله تعالى وقدَّره [خ¦3290]، وقد منع حذيفةَ وأباه شهودَ بدر استحلافُ الجاهليَّة لهما، روى عنه: الأسود، ورِبْعِيُّ بن حِرَاش، وأبو إدريس، وطائفةٌ، وهو صاحب السِّرِّ الذي لا يعلمه غيره، تُوُفِّيَ سنة ░36هـ▒، أخرج له الجماعة ☺.
          قوله: (سُبَاطَةَ قَوْمٍ): هي بضمِّ السِّين، ثُمَّ موحَّدة مخفَّفة، وبعد الألف طاء _مهملتين_ ثُمَّ تاء التَّأنيث؛ وهي المزبلة، وأصلها: الكناسة التي يُلقى فيها، وكانت هذه السُّباطة بالمدينة، كما ذكره محمَّد بن طلحة بن مُصرِّف عنِ الأعمش.
          فائدة: في سبب بوله صلعم قائمًا اختلافٌ:
          فقيل: إنَّ العرب كانت تستشفي لوجع الصُّلب به، فلعلَّ ذلك كان به.
          ثانيها: أنَّه فعل ذلك لجرْحٍ بمأبضه؛ وهو باطن الرُّكبة، ورواه(5) الحاكم في «مستدركه»، وقال: (رواته(6) كلُّهم ثقات)، وقد ضعَّفه البيهقيُّ وغيره، وقد تعقَّب الذَّهبيُّ الحديث في «تلخيصه» بأنْ قال: (حمَّاد _يعني: ابن غسَّان المذكور في سنده_ ضعَّفه الدَّارقطنيُّ) انتهى.
          ثَالِثها: أنَّه لم يجد مكانًا للقعود، فاضطر إلى القيام؛ لكون الطَّرف الذي يليه من السُّباطة كان عاليًا مرتفعًا.
          رابعها: أنَّه فعل ذلك؛ لأنَّها حالة يؤمن فيها(7) خروج الحدث من السَّبيل الآخر بخلاف القعود، ومنه قول عمر ☺: / (البول قائمًا أحصن للدُّبر).
          قال النوويُّ: (ويجوز(8) وجه خامس: أنَّه فعله بيانًا للجواز، وعادته المستمرَّة القعود، دليله حديث عائشة ♦: «من حدَّثكم أنَّه ◙ كان يبول قائمًا؛ فلا تصدِّقوه، ما كان يبول إلَّا قاعدًا»، رواه أحمد، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابن ماجه بإسناد جيِّد)، لا جرم صحَّحه ابن حبَّان [خ¦1430] والحاكم.
          سادسها: لعلَّه كان في السُّباطة نجاسات رطبة، وهي رخوة، فخشي أنْ يتطاير عليه، أبداه المنذريُّ، وقد يقال: القائم أجدر بهذه الخشية من القاعد.


[1] (على): مثبت من (ج).
[2] في (ج): (وستين)، وهو تحريفٌ.
[3] (ربيعة بن): ليس في (ب) و(ج).
[4] (كذا): ليس في (ج).
[5] في (ب): (رواه).
[6] في (ج): (رواتهم).
[7] (فيها): ليس في (ج).
[8] (ويجوز): ليس في (ب).