التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: هكذا أنزلت إن القرآن أنزل على سبعة أحرف

          2419- قوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تَقَدَّم أنَّه مُحَمَّدُ بن مسلم الزُّهريُّ، العالمُ المشهورُ.
          قوله: (الْقَارِيِّ): هو بتشديد الياء، منسوب إلى القبيلة المعروفة: القارَة، لا إلى القِراءة، وقد تَقَدَّم [خ¦2010].
          قوله: (سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ): تَقَدَّم بعضُ ترجمتِه، وأنَّ (حَكِيمًا) بفتح الحاء، وكسر الكاف، وأنَّ (حِزَامًا) بكسر الحاء، وبالزَّاي.
          قوله: (عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا): وفي «الصحيح»: (على حروف كثيرة لم تُقرِئْنِيهَا) [خ¦4992]، ذكر ابن عبد البَرِّ في «تمهيده» في (الفرقان) القراءاتِ المتواترَ والشَّاذَّ، ونسبةَ كلٍّ منهما إلى القارئ به، ثمَّ قال: (فهذا ما في «سورة الفرقان» من الحروف التي بأيدي أهل العلم، والله أعلم ما أنكر منها عمرُ على هشام، وما قرأ به عمرُ، وقد يمكن أن تكون حروفٌ لم تصل إلينا، وليس [كلُّ] مَن(1) قرأَ بحرف(2) [نُقِل] ذلك عنه وذُكِر، ولكن إن فات من ذلك شيءٌ؛ فهو اليسير النَّزرُ...) إلى آخر كلامه ☼، والذي يظهر أنَّ الذي أنكره عمرُ هو بعض ما ذكره ابن عبد البَرِّ أو كلُّه، ويحتمل على بُعْدٍ أن يكون غيرَه، والله أعلم.
          قوله: (ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ): أي: جمعت عليه ثوبَه عند لَبَّته؛ وهو صدره، وهو بتشديد الموحَّدة وتخفيفها، والتَّخفيف أعرف، واللَّبَّة: النَّحر، وفي رواية: (بردائي) [خ¦6936]، والظَّاهر أنَّه أخذ رداء نفسه فوضعه في لبَّة هشام مع رداء هشام، والله أعلم.
          قوله: (أَرْسِلْهُ): هو بقطع الهمزة، رُباعيٌّ، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ): اختُلِف في معنى الحرف هنا على عشرة أقوالٍ سردها شيخنا الشَّارح، وسأذكر في (بابٌ: أُنزِل القرآن على سبعة أحرف) ما قاله القاضي عياض والنَّوويُّ إن شاء الله تعالى [خ¦4992].
          ولم يعيِّن أحدٌ فيما علمت الخلافَ الذي وقع بين عمر وهشام، وكذا قاله ابن عبد البَرِّ في «التَّمهيد»، وكذا قاله شيخنا، انتهى، وقد بحثتُ أنا عنه، فلم أجده، وسمعت بعضهم ينقل عن بعضِ مَن لا يعرف إلَّا شيئًا يسيرًا أنَّه تكهَّنَّ فيه شيئًا من عنده فيما أظنُّ، ونقله عن بعضهم، والنَّاقل المتكهِّن مجازفٌ، ولا أستحلُّ ذكره؛ لأنَّه يغلب على ظنِّي أنَّه كذبٌ.


[1] في (ب): (لمن).
[2] في (ب): (الحروف).