-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
كتاب مواقيت الصلاة
-
كتاب الأذان
-
حديث: ذكروا النار والناقوس فذكروا اليهود والنصارى
-
حديث: كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون
-
باب الأذان مثنى مثنى
-
باب الإقامة واحدة إلا قوله: قد قامت الصلاة
-
باب فضل التأذين
-
باب رفع الصوت بالنداء
-
باب ما يحقن بالأذان من الدماء
-
باب ما يقول إذا سمع المنادي
-
باب الدعاء عند النداء
-
باب الاستهام في الأذان
-
باب الكلام في الأذان
-
باب أذان الأعمى إذا كان له من يخبره
-
باب الأذان بعد الفجر
-
باب الأذان قبل الفجر
-
باب كم بين الأذان والإقامة ومن ينتظر الإقامة
-
باب من قال: ليؤذن في السفر مؤذن واحد
-
باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة والإقامة
-
باب هل يتتبع المؤذن فاه هاهنا وهاهنا؟وهل يلتفت في الأذان؟
-
باب قول الرجل فاتتنا الصلاة
-
باب: لا يسعى إلى الصلاة وليأت بالسكينة والوقار
-
باب متى يقوم الناس إذا رأوا الإمام عند الإقامة
-
باب: لا يسعى إلى الصلاة مستعجلًا وليقم بالسكينة والوقار
-
باب: هل يخرج من المسجد لعلة؟
-
باب: إذا قال الإمام: مكانكم حتى إذا رجع انتظروه
-
باب قول الرجل: ما صلينا
-
باب الإمام تعرض له الحاجة بعد الإقامة
-
باب الكلام إذا أقيمت الصلاة
-
باب وجوب صلاة الجماعة
-
باب فضل صلاة الجماعة
-
باب فضل صلاة الفجر في جماعة
-
باب فضل التهجير إلى الظهر
-
باب احتساب الآثار
-
باب فضل صلاة العشاء في الجماعة
-
باب اثنان فما فوقهما جماعة
-
باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد
-
باب فضل من غدا إلى المسجد ومن راح
-
باب: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة
-
باب حد المريض أن يشهد الجماعة
-
باب الرخصة في المطر والعلة أن يصلى في رحله
-
بابٌ: هل يصلي الإمام بمن حضر؟
-
باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة
-
باب إذا دعي الإمام إلى الصلاة وبيده ما يأكل
-
باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج
-
باب من صلى بالناس وهو لا يريد إلا أن يعلمهم صلاة النبي
-
باب: أهل العلم والفضل أحق بالإمامة
-
باب من قام إلى جنب الإمام لعلة
-
باب من دخل ليؤم الناس فجاء الإمام الأول فتأخر الأول
-
باب إذا استووا في القراءة فليؤمهم أكبرهم
-
باب إذا زار الإمام قومًا فأمهم
-
باب إنما جعل الإمام ليؤتم به
-
باب متى يسجد من خلف الإمام
-
باب إثم من رفع رأسه قبل الإمام
-
باب إمامة العبد والمولى
-
باب إذا لم يتم الإمام وأتم من خلفه
-
باب إمامة المفتون والمبتدع
-
باب: يقوم عن يمين الإمام بحذائه سواءً إذا كانا اثنين
-
باب إذا قام الرجل عن يسار الإمام فحوله الإمام إلى يمينه
-
باب: إذا لم ينو الإمام أن يؤم ثم جاء قوم فأمهم
-
باب: إذا طول الإمام وكان للرجل حاجة فخرج فصلى
-
باب تخفيف الإمام في القيام وإتمام الركوع والسجود
-
باب إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء
-
باب من شكا إمامه إذا طول
-
باب:من شكا إمامه إذا طول
-
باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي
-
باب: إذا صلى ثم أم قومًا
-
باب من أسمع الناس تكبير الإمام
-
باب الرجل يأتم بالإمام ويأتم الناس بالمأموم
-
باب: هل يأخذ الإمام إذا شك بقول الناس؟
-
باب: إذا بكى الإمام في الصلاة
-
باب تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها
-
باب إقبال الإمام على الناس عند تسوية الصفوف
-
باب الصف الأول
-
باب إقامة الصف من تمام الصلاة
-
باب إثم من لم يتم الصفوف
-
باب إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف
-
باب: إذا قام الرجل عن يسار الإمام وحوله الإمام خلفه إلى يمينه
-
باب المرأة وحدها تكون صفًا
-
باب ميمنة المسجد والإمام
-
باب إذا كان بين الإمام وبين القوم حائط أو سترة
-
باب صلاة الليل
-
باب إيجاب التكبير وافتتاح الصلاة
-
باب رفع اليدين في التكبيرة الأولى مع الافتتاح سواء
-
باب رفع اليدين إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع
-
باب: إلى أين يرفع يديه؟
-
باب رفع اليدين إذا قام من الركعتين
-
باب وضع اليمنى على اليسرى
-
باب الخشوع في الصلاة
-
باب ما يقول بعد التكبير
-
باب جواز دعاء الله ومناجاته بكل ما فيه خضوع
-
باب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة
-
باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة
-
باب الالتفات في الصلاة
-
باب: هل يلتفت لأمر ينزل به أو يرى شيئًا أو بصاقًا في القبلة
-
باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها
-
باب القراءة في الظهر
-
باب القراءة في العصر
-
باب القراءة في المغرب
-
باب الجهر في العشاء
-
باب القراءة في العشاء بالسجدة
-
باب القراءة في العشاء
-
باب يطول في الأوليين ويحذف في الأخريين
-
باب القراءة في الفجر
- باب الجهر بقراءة صلاة الفجر
-
باب الجمع بين السورتين في الركعة
-
باب: يقرأ في الأخريين بفاتحة الكتاب
-
باب من خافت القراءة في الظهر والعصر
-
باب: إذا أسمع الإمام الآية
-
باب يطول في الركعة الأولى
-
باب جهر الإمام بالتأمين
-
باب فضل التأمين
-
باب جهر المأموم بالتأمين
-
باب: إذا ركع دون الصف
-
باب إتمام التكبير في الركوع
-
باب إتمام التكبير في السجود
-
باب التكبير إذا قام من السجود
-
باب وضع الأكف على الركب في الركوع
-
باب إذا لم يتم الركوع
-
باب:استواء الظهر في الركوع
-
باب حد إتمام الركوع والاعتدال فيه والاطمأنية
-
باب: أمر النبي الذي لايتم ركوعه بالإعادة
-
باب الدعاء في الركوع
-
باب القراءة في الركوع والسجود
-
باب ما يقول الإمام ومن خلفه إذا رفع رأسه من الركوع
-
باب فضل اللهم ربنا لك الحمد
-
باب مما يقال في الاعتدال
-
باب الاطمأنينة حين يرفع رأسه من الركوع
-
باب: يهوي بالتكبير حين يسجد
-
باب فضل السجود
-
باب: يبدى ضبعيه ويجافى في السجود
-
باب: يستقبل بأطراف رجليه القبلة
-
باب إذا لم يتم السجود.
-
باب السجود على سبعة أعظم
-
باب السجود على الأنف
-
باب السجود على الأنف والسجود على الطين
-
باب عقد الثياب وشدها
-
باب: لا يكف شعرًا
-
باب لا يكف ثوبه في الصلاة
-
باب التسبيح والدعاء في السجود
-
باب المكث بين السجدتين
-
باب: لا يفترش ذراعيه في السجود
-
باب: من استوى قاعدًا في وتر من صلاته ثم نهض
-
باب: كيف يعتمد على الأرض إذا قام من الركعة
-
باب: يكبر وهو ينهض من السجدتين
-
باب سنة الجلوس في التشهد
-
باب من لم ير التشهد الأول واجبًا لأن النبي قام من الركعتين
-
باب التشهد في الأولى
-
باب التشهد في الآخرة
-
باب الدعاء قبل السلام
-
باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد وليس بواجب
-
باب من لم يمسح جبهته وأنفه حتى صلى
-
باب التسليم
-
باب: يسلم حين يسلم الإمام
-
باب من لم ير رد السلام على الإمام واكتفى بتسليم الصلاة
-
باب الذكر بعد الصلاة
-
باب: يستقبل الإمام الناس إذا سلم
-
باب مكث الإمام في مصلاه بعد السلام
-
باب من صلى بالناس فذكر حاجة فتخطاهم
-
باب الانفتال والانصراف عن اليمين والشمال
-
باب ما جاء في الثوم الني والبصل والكراث
-
باب وضوء الصبيان
-
باب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس
-
باب انتظار الناس قيام الإمام العالم
-
باب: انتظار الناس قيام الإمام العالم
-
باب صلاة النساء خلف الرجال
-
باب سرعة انصراف النساء من الصبح وقلة مقامهن في المسجد
-
باب استئذان المرأة زوجها بالخروج إلى المسجد
-
حديث: ذكروا النار والناقوس فذكروا اليهود والنصارى
-
كتاب الجمعة
-
أبواب صلاة الخوف
-
كتاب العيدين
-
كتاب الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
كتاب الكسوف
-
أبواب سجود القرآن
-
أبواب تقصير الصلاة
-
أبواب التهجد
-
كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
باب العمل في الصلاة
-
أبواب السهو
-
كتاب الجنائز
-
كتاب الزكاة
-
أبواب صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
أبواب المحصر
-
كتاب جزاء الصيد
-
أبواب فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارة
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
كتاب المساقاة
-
كتاب الاستقراض
-
كتاب الخصومات
-
كتاب في اللقطة
-
كتاب المظالم
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
كتاب فرض الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب أحاديث الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
كتاب فضائل الصحابة
-
كتاب مناقب الأنصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
كتاب المرضى
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
كتاب الرقاق
-
كتاب القدر
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
773- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ): تقدَّم أنَّه الوضَّاح بن عبد الله اليشكريُّ، وتقدَّم بعضُ ترجمتِه قبل ذلك [خ¦58].
قوله: (عَنْ أَبِي بِشْرٍ): هو بكسر المُوَحَّدة، وبالشين المعجمة، واسمه جعفر بن أبي وحشيَّة إياسٍ، اليشكريُّ البصريُّ، ثمَّ الواسطيُّ، عن سعيدِ بن جبير وعامرٍ الشعبيِّ، ولقي من الصَّحابة عبَّادَ بنَ شُرَحبيل، وعنه: شعبة وهُشَيم، صدوقٌ، تُوُفِّيَ سنة ░125هـ▒، أخرج له الجماعة، وله ترجمةٌ في «الميزان»، وصحَّح عليه.
قوله: (انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلعم فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ): وهذا في «البخاريِّ»، و«مسلم»، و«التِّرمذيِّ»، و«النَّسائيِّ»، وفي «السيرة» لابن سيِّد النَّاس قال(1): (وفي انصراف رسول الله صلعم من الطائف راجعًا إلى مكَّة حين يئس من خير ثقيف مرَّ به النَّفرُ من الجنِّ وهو بنخلةَ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى، وهم _فيما / ذكر ابن إسحاق_ سبعة من جنِّ نصيبين، وكان رسول الله صلعم قد قام من اللَّيل يصلِّي...) إلى آخره، فالذي في «السيرة»: أنَّه اجتمع بهم في رجوعه من الطائف، ولم يكن معه إذ ذاك في رجوعه من الطائف إلَّا زيد، فإنَّه كان معه في الطائف، وفي كونه معه خلاف(2)، والذي في «الصحيح» وغيره: أنَّه اجتمع بهم(3) وهو خارج من مكَّة عامدين إلى سوق عكاظ ومعه أصحابه، وفي «الصحيح»: أنَّه كان يصلِّي بهم صلاة الفجر، وفي «السيرة»: أنَّه قام يصلِّي من جوف اللَّيل، وعن «طبقات ابن سعد»: (أنَّه كان معه زيد بن حارثة، فاستمع له _أي: للنَّبيِّ صلعم_ الجنُّ وهو يقرأ سورة الجنِّ)، وهذا يخالف ما تقدَّم في «الصحيح»، فإنَّ فيه التصريحَ بأنَّ {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ}[الجنِّ:1] نزلت بعد استماعهم، فلعلَّهما قضيتان، فإن لم يمكن التعدُّد؛ فالصحيح قول «الصحيح» ومن معه، والله أعلم.
قوله: (إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ): هذه السُّوق معروفةٌ بقرب مكَّة، و(عُكَاظ): بضمِّ العين المهملة، ثمَّ كاف مخفَّفة، وفي آخره ظاء معجمة، وهي غيرُ مصروفة؛ للعلميَّة والتَّأنيث، ويجوز صرفُها أيضًا، فعن «المحكَم» عن اللِّحيانيِّ: (أهل الحجاز تصرفها، وبنو تميم لا تصرفها).
قوله: (وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ): في(4) هذا الحديث(5): أنَّ رميَ الشُّهُب إنَّما وقع في أوَّل الإسلام من أجل استراق الشياطين السمعَ، وفي «مسلم» ما يعارضه، ولاختلاف الأحاديث؛ اختلف الناس على قولين، والأحسن التوُّسط، فيقال: إنَّها كانت تُرْمَى بها قبل المولد، ثمَّ إنَّه استمر ذلك وكثر حتَّى مُنعوا بالكُلِّيَّة، وفيه جمع بين الأحاديث.
قوله: (نَحْوَ تِهَامَةَ): هو كلُّ ما نزل عن نَجْدٍ من بلاد الحجاز، سُمِّي بذلك؛ لتغيُّر هوائها، يقال: (أتْهَمَ الدُّهْن)؛ إذا تغيَّر ريحُه، ومكَّة من تِهامة معدودة.
قوله: (فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ): هؤلاء الجماعة الجنُّ المشار إليهم من جنِّ نَصِيبِين، وسمعت عن بعض مشايخي الحلبيِّين ولم أسمعه منه: (أنَّ نصيبين هذه من اليمن)، ويردُّ عليه قولَه ما في «مسلم»: (أنَّهم من جنِّ الجزيرة)، فتعيَّن أن تكون نَصِيبِينُ الجزيرةَ، وفي كلام شيخنا الشَّارح(6) عن «تفسير عبد بن حميد»: (أنَّهم من نينوى، وافَوه بنخلةَ، وقيل: بشعب الحجون)، انتهى.
قوله: (وَهُوَ بِنَخْلَةَ): هو موضعٌ قريبٌ من مكَّة، وعند «مسلم»: (بنَخْلٍ)، وفيه نظرٌ.
قوله: (وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ): سيأتي الكلام على هؤلاء الجنِّ، وقوله: (أُوحي إليه): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و(قولُ): مَرْفوعٌ قائم مقام الفاعل.
فائدة: هؤلاء كانوا سبعة، ونقل شيخنا عن ابن التِّين: (أنَّهم كانوا تسعة) انتهى، وقد رأيت هذا في «المستدرك» في (سورة الأحقاف)، وقد ذُكِروا بأسمائهم في التفاسير والمُسنَدَات: (شاصر، وماصر، ومَنْشي، وماشي، والأحقب)، وهؤلاء الخمسة ذكرهم ابن دُريد، وذُكِر فيهم: (سُرَّق)، ذكره أبو عليٍّ الغسَّانيُّ في مناقب عمر بن عبد العزيز، انتهى.
وعمرو بن جابر، وقد ذكر الذَّهبيُّ في «الصَّحابة»: (عمرو بن جابر) فقط، قال الذَّهبيُّ في «تجريده»: (عمرو بن جابر: هو الحيَّة التي كفَّنها ودفنها صفوان بن المعطَّل بالعرج)، انتهى، وقصَّته في «المسند» لأحمد من حديث صفوان بن المعطَّل، والظاهر من القصَّة أنَّ الذي كفَّنها غير صفوان، انتهى.
وقد ذكر الذَّهبيُّ في «تجريده» في (الصَّحابة) من الجنِّ: (عَمرًا الجنِّيَّ، قيل: إنَّه عمرو بن طارق، روى عنه عثمان بن صالح المصريُّ، أوردناه اقتداء بأبي موسى، ذُكِر في ليلة الجنِّ في حديث ابن مسعود، «س»)؛ يعني: ذكره أبو موسى، والظاهر أنَّ هذا يكون من الذين استمعوا القرآن.
وقد ذكر الذَّهبيُّ في «تجريده» شخصًا(7) آخر اسمه: (مالك بن مالك، من(8) هواتف الجنِّ، الذي ارتجز في ظهور النَّبيِّ صلعم، إن صحَّ سنده، «س»)؛ يعني: ذكره أبو موسى.
وذكر الذَّهبيُّ أيضًا: زوبعة من الذين استمعوا، إن صحَّ، فعلى تقدير صحَّته يكون زوبعة لقبًا لواحد منهم، أو اسمًا له والمذكور فيهم لقب له.
وقد رأيت في «الغيلانيَّات» في أوائل الجزء السابع منها حديثًا: (عن مَنُوسَ، عن سمحج)، وهو من الجنِّ الذين وفدوا على رسول الله صلعم، وسمَّاه رسولُ الله صلعم عبدَ الله.
وفي «موضوعات» ابن الجوزيِّ في باب تَعَبُّدِ (إبليس) حديث، وفيه امرأة من الجنِّ يقال لها: فارعة، ثمَّ ذكره من طريق آخرَ أنَّ اسمها عفراء بنت الرجل الصالح، وظاهره أنَّها صحابيَّة، ولكنَّ الحديث موضوعٌ، ولو صحَّ؛ لعُدَّت من الصَّحابيَّات، ولم أر أحدًا ذكرها في (فارعة)، ولا في (عفراء)، ثمَّ ذكر الحديث من طريق، وسمَّاها الفارعة بنت المستورد.
وفي «تجريد» الذَّهبيِّ من الجنِّ شخص يقال له: وردان، ولفظه: (وردان الجنِّيُّ، يروى له ذِكْرٌ في ليلة الجنِّ في حديث ابن مسعود، «س»)؛ أي: ذكره أبو موسى.
وفي «التجريد» أيضًا: (هامة بن الهيم، وحديثه موضوع)، و(عبد النور الجنِّيُّ، عن النَّبيِّ صلعم، وعنه أقضى القضاة محمود بن مُحَمَّد العدويُّ، روى شيخنا ابن حمُّويه عن رجل عنه، وهذه خُرافة مهتوكة)، قاله الذَّهبيُّ.
فالذين(9) وقفت عليهم أنَّهم(10) عُدُّوا من الجنِّ غير السِّتَّة المذكورين أوَّلًا أوَّلهم: (شاصر): عمرو بن طارق، وعمرو بن جابر، ووردان، وسمحج، وهامة بن الهيم، وعبد النور، ومالك بن مالك، وزوبعة(11)، والمرأة الفارعة(12).
فائدة: الجنُّ أولاد إبليس، والكافر منهم شيطان، ولهم ثواب وعقاب، واختُلِف في دخولهم الجنَّة، والعُمومات تقتضيه، وبه قال الشَّافعيُّ وغيره، وأمَّا أبو حنيفة؛ فعنه روايتان؛ الأولى: التردُّد، وقال: لا أدري أين مصيرهم؟ الثانية: يصيرون يوم القيامة ترابًا.
وقيل: ليسوا بشياطين، ومنهم كافر ومؤمن، ويموتون، والشياطين ليسوا بمؤمنين، ولا يموتون إلَّا مع إبليس، ويروى عن وهب بن منبِّه أنَّه قال: (الجنُّ أجناس؛ فخالص الجنِّ لا يأكلون، ولا يشربون، ولا يتناكحون، ومنهم من يأكل، ويشرب، وينكح، ويُولد له، ومن هذا الغِيلان، والسعالي، والقطاربة)، ذكر ذلك المُحبُّ الطَّبريُّ عن وهب، انتهى.
وقد اختُلِف في أنَّهم يأكلون حقيقة أم لا؟ فزعم بعضهم: أنَّهم يتغذَّون بالشَّمِّ، ويردُّ هذا ما في الحديث: «تصير العظم كأوفر ما كان لحمًا، والروث لدوابِّهم»، ولا تصير كذلك إلَّا للآكل حقيقة، وهو المرجَّح عند جماعة العلماء، ومنهم من قال: هم طائفتان: طائفة تشمُّ، وطائفة تأكل.
فائدة: سمعت من شيخنا شيخ الإسلام البلقينيِّ سراج الدين نَقَل عن الحارث بن أسد المحاسبيِّ _بعد أن رجَّح(13) شيخنا أنَّهم يدخلون الجنَّة_ قال: (إنَّهم يكونون في أسفل الجنَّة ونراهم ولا يرونا، عكس الدُّنيا) انتهى، [وسيأتي(14) في (ذكر الجنِّ) في (بدء الخلق) أنَّ هذا في «معجم الطَّبرانيِّ»](15) [خ¦59/12-5087]، وفي «التذكرة» للقرطبيِّ في (باب ما جاء أنَّ للجنَّة رُبُضًا ورحابًا وكلامًا): (عن الزُّهريِّ والكلبيِّ ومجاهد: أنَّ مؤمني الجنِّ حول الجنَّة في رُبُض ورحاب وليسوا فيها(16))، انتهى.
فائدة: ذكر بعضهم في قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ}[الأنعام:130] أنَّ ظاهرها أنَّ من الجنِّ رسلًا، وهذه المسألة فيها خلاف(17):
قيل: بعث الله رسولًا واحدًا من الجنِّ إليهم، اسمه يوسف.
وقيل: رسل الجنِّ هم رسل الإنس، فهم رسل الله بواسطة، إذ هم رسل رسله، ويؤيِّده: {وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ}[الأحقاف:29]، قاله ابن عبَّاس والضَّحَّاك، وروي: أنَّ قومًا من الجنِّ استمعوا إلى الأنبياء، ثمَّ عادوا إلى قومهم فأخبروهم، كما جرى لهم مع نبيِّنا صلعم، فيقال لهم: رسل الله وإن لم يكونوا رسله حقيقة.
وعلى هذين القولين: يكون الضمير عائدًا إلى الجنِّ والإنس.
وقد تعلَّق قومٌ بهذا الظاهر، فقالوا: بعث الله إلى الجنِّ رسلًا، ولم يفرِّقوا بين مكلَّفين ومكلَّفين أن يُبْعَث إليهم رسولٌ من جنسهم؛ لأنَّهم به آنس وآلف، وقال مجاهد والضَّحَّاك وابن جريج والجمهور: من الإنس دون الجنِّ، ولكن لمَّا كان النداء لهما والتوبيخ / معًا؛ جرى الخطاب على سبيل التجوُّز المعهود في كلام العرب؛ تغليبًا للإنس؛ لشرفهم، وتأوَّله الفراء على حذف مضاف، أي: من أحدكم، كقوله: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ}[الرَّحمن:22]؛ أي: من أحدهما، وهو الملح، وكقوله: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا}؛ أي: في إحداهنَّ، وهي سماء الدُّنيا، {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}[الحجِّ:28]: أراد بالذِّكر: التكبير، والأيَّام المعلومات: العشر؛ أي: في أحد أيَّام العشر، وهو يوم النحر، وقال الكلبيُّ: كانت الرسل يُبْعَثون إلى الإنس، وبُعِث مُحَمَّد صلعم إلى الجنِّ والإنس، وروي هذا أيضًا عن ابن عبَّاس.
وقال بعض المفسِّرين في قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ}: (إنَّه يوسف هذا الذي بعثه الله إلى الجنِّ، وقيل: إنَّه غيره)، والله أعلم، وللبزَّار في «مسنده»: «كان النَّبيُّ(18) يُبْعَث إلى قومه، وبُعِثْتُ إلى الجنِّ والإنس»، وقد أطلنا الكلام في ذلك، ولكن ذكرناه جملة؛ لنحيل عليه ما يأتي من ذلك.
[1] (قال): سقط من (ب).
[2] (وفي كونه معه خلاف): سقط من (ج)، قال ابن إسحاق: (خرج إليهم وحده)؛ كما في «سيرة ابن هشام» ░2/32▒، وسيأتي في كلام المؤلِّف قول ابن سعد: إنَّه خرج معه زيد.
[3] زيد في (ج): (رجوعه)، وهو سبق نظر.
[4] في (ب): (ففي).
[5] (في هذا الحديث): سقط من (ج).
[6] (الشارح): سقط من (ج).
[7] في (ب): (نجيبًا)، بدون نقط.
[8] (من): سقط من (ب).
[9] في (ب): (والذين).
[10] في غير (ب): (أنَّه).
[11] في (ج): (رويعة)، وهو تحريف.
[12] في (ب): (القارعة)، انظر الكلام بتمامه في «نور النبراس» تحقيق: إيناس المنيس (ص457-460▒.
[13] (رجح): سقط من (ج).
[14] (في): سقط من (ب).
[15] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[16] في (ب): (فيه).
[17] في (ج): (اختلاف).
[18] بعدها في (أ): (◙)، وفي (ب): (صلعم).