التعديل والتجريح

وضاح أبو عوانة

          1447- وَضَّاحٌ، أبو عوانةَ، مولى أبي خالدٍ يزيدَ بن عطاءِ بن يزيدَ بن عبدِ الرَّحمنِ السُّلمي، ويُقالُ: اليَشْكُرِيُّ، ويُقالُ: الكنديُّ الواسطيُّ البزَّازُ.
          أخرجَ البخاريُّ في بدءِ الوحيِّ وغير موضعٍ عن موسى بن إسماعيلَ ويحيى بن حمَّادٍ وعبدِ الرَّحمنِ بن المباركِ وعارمٍ ومُسَدَّدٍ وغيرِهم عنهُ، عن عبدِ الملكِ بن عميرٍ وعمرِو بن دينارٍ وأبي إسحاقَ الشَّيبانيِّ وزيادِ بن عِلاقَةَ وقتادةَ وأبي حصينٍ والأعمشِ.
          قالَ البخاريُّ: حدَّثنا محمَّدُ بن محبوبٍ قالَ: ماتَ أبو عوانةَ في ربيعٍ الآخرِ يومَ السَّبتِ سنةَ ستٍّ وسبعينَ ومائةٍ.
          قالَ البخاريُّ: حدَّثنا موسى قالَ أبو عوانةَ: كُلُّ شيءٍ حدَّثْتُكَ فقدْ سمعتُهُ.
          قالَ أبو حاتِمٍ: كُتُبُ أبي عوانةَ صحيحةٌ، وإذا حدَّثَ من حفظِهِ غَلِطَ كثيرًا، وهو صدوقٌ ثقةٌ هو أحبُّ إليَّ من أبي الأحوصِ ومن جريرِ بن عبدِ الحميدِ، وهو أحفظُ من حمَّادِ بن سلمَةَ.
          قالَ أبو زُرْعَة: أبو عوانةَ بصريٌّ ثقةٌ إذا حدَّثَ من كتابِهِ.
          قالَ أحمدُ بن عليِّ بن مسلمٍ: حدَّثنا الحسينُ بن الحسنِ المروزيُّ: سمعتُ عبدَ الرَّحمنِ بن مهديٍّ يقولُ: كنتُ عندَ أبي عوانةَ فحدَّثَ بحديثٍ عن الأعمشِ، فقلتُ: ليسَ هذا من حديثِكَ، قالَ: بلى، قلتُ: لا، قالَ: بلى، فقلتُ: لا، قالَ: يا سلامةُ هاتِ الدرجَ فأخرجتُهُ فنظرَ فيهِ، فإذا ليسَ الحديثُ فيهِ، فقالَ: صَدَقْتَ يا أبا سعيدٍ صدقْتَ يا أبا سعيدٍ، ومن أين أتيتَ؟ قلتُ: ذُوْكِرْتُ بهِ وأنتَ شابٌّ فظننتُ أنَّكَ سمعتَهُ.
          قالَ أبو بكرٍ: سمعتُ ابنَ مَعِيْنٍ يقولُ: أبو عوانةَ ثَبْتٌ.
           قالَ أبو نصرٍ: حدَّثني أحمدُ بن محمَّدِ بن أبانَ قالَ: سمعتُ أبي يقولُ: اشترى عطاءُ بن يزيدَ أبا(1) عوانَةَ ليكونَ مع ابنِهِ يزيدَ، وكان يزيدُ يطلبُ الحديثَ وأبو عوانةَ / يحملُ لهُ الكُتُبَ والمحبرةَ وكان لأبي عوانةَ صديقٌ قاصٌّ، وكان أبو عوانةَ يجلسُ إليهِ، فقال القاصُّ: ما أدري بمَ أُكَافِئُهُ، فكانَ بعد ذلكَ لا يجلسُ مجلسًا إلا قالَ لمن حضرَهُ: ادعُوْا اللهَ لعطاءٍ البزَّازِ فإنه قد أعتقَ أبا عوانةَ، فكان قلَّ مجلسٌ إلا ذهبَ إلى عطاءٍ من يشكرُهُ، فلمَّا كَثُرَ ذلكَ أعتقَهُ، وإنما سمعَ من قتادةَ بواسطٍ.


[1] في المخطوط: «أبو» وهو خطأ لغويًا.