التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله والمساكين

          ░6▒ بَاب: الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْخُمُسَ لِنَوَائِبِ رَسُولِ الله صلعم وَالْمَسَاكِينِ، وَإِيثَارِ النَّبِيِّ صلعم أَهْلَ الصُّفَّةِ وَالْأَرَامِلَ حِينَ سَأَلَتْهُ فَاطِمَةُ وَشَكَتْ إِلَيْهِ الطَّحْنَ وَالرَّحَى أَنْ يُخْدِمَهَا مِنَ السَّبْيِ فَوَكَلَهَا إِلَى الله.
          3113- ثُمَّ ساق حديثها مِنْ طريق عليٍّ، وقد سقناه في الباب قبله بفوائده، ويأتي في فضائل عليٍّ والنَّفقات والدَّعوات [خ¦5361] [خ¦3705] [خ¦6318]، وأخرجه مسلمٌ أيضًا، وفي روايةٍ: ((فوجدت عنده حُدَّاثًا فاستحييت))، وفي روايةٍ: ((قال عليٌّ: ما تركته منذ سمعته مِنْ رسول الله صلعم، قيل: ولا ليلة صفِّين؟ قال: ولا ليلة صفِّين))، ولأبي داود مِنْ حديث الفضل بن حسنٍ الضَّمْريِّ أنَّ ابن أمَّ الحكَم أو ضُباعة بنتَي الزُّبَير حدَّثه عن إحداهما، قالت: أصاب رسول الله صلعم سبيًا فذهبتُ أنا وأختي فاطمة نشكو إليه ما نحن فيه، قالت: وسألناه أن يأمر لنا بشيءٍ مِنَ السَّبي، فقال صلعم: ((سبقتكما يتامى بدرٍ))، وذكر التَّسبيح على إثر كلِّ صلاةٍ لم يذكر النَّوم.
          وفي «علل أبي الحسن» أنَّ أمَّ سلمةَ هي الَّتي قالت لرسول الله صلعم: ((إنَّ ابنتي فاطمة جاءتك تلتمسُك...)) الحديث، وفي لفظٍ: ((وكانت ليلةً باردةً وقد دخلت هي وعليٌّ في اللِّحاف، فأرادا أن يلبسا الثِّياب وكان ذلك ليلًا)) وفي لفظٍ: ((جاء مِنْ عند رأسهما، وأنَّها أدخلت رأسها في اللِّفاع _يعني اللِّحاف_ حياءً مِنْ أبيها، قال عليٌّ: حتَّى وجدت برد قدمه على صدري فسخَّنتهما)) وفي لفظٍ: ((ما كان حاجتك أمس إلى آل محمَّدٍ؟ فسكتت _مرَّتين_ فقلت: أنا والله أحدِّثك: بلغنا أنَّه أتاك رقيقٌ أو خدمٌ، فقلت لها: سليه خادمًا))، وهذا ظاهرٌ أنَّ المراد بآل محمَّدٍ نفسَه، كقوله: ((أُوتي مزمارًا مِنْ مزامير آل داود)) والمراد داود نفسه. /
          وقوله: (خيرًا مِنْ خَادِمٍ) أي: مِنَ التَّصريح بسؤال خادمٍ، قاله القُرْطُبيُّ.