الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

حديث: لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا

          3189- و(نِيَّةٌ) أي قصد ومرَّ أول كتاب الجهاد و(لاَ يُعْضَدُ) بالجزم والرفع و(الخَلاَ) مقصور الرطب من الحشيش (وَلاَ يُخْتَلَى) لا يجزر و(القين) الحداد و(الإِذْخِرَ) نبت طيب الرائحة، وسبق مباحث الحديث في باب كتابة العلم.
          فإن قلتَ: ما وجه مناسبة الحديث للترجمة؟ قلتُ: لعلَّه استنبط من لفظ فانفروا إذ معناه لا تغدروهم ولا تخالفوهم لأن إيجاب الوفاء بالخروج مستلزم لتحريم الغدر وأنه أشار أن رسول الله صلعم لم يغدر في استحلال القتال بمكة لأنه كان بإحلال الله له ساعة ولولا ذلك لما جاز له.
          قال شارح التراجم: وجهه أن تحريم قتل البَرِّ لا يختص ببلد فدل على أن الذي اختص به الحرم تحريم قتل الفاجر المستحق للقتل وإلا لم يكن بمكة شرَّفها الله مزية على غيرها، فيصدق أن الغادر فيه بقتل الفاجر والبرِّ كليهما آثم فصح الترجمة في الجملة والله أعلم.