الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

حديث: هلم أكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده

          7366- قوله: (حُضِرَ) بلفظ المجهول أي حضره الموت، و(هَلُمَّوا) أي تعالوا وعند الحجازيِّين يستوي فيه المفرد والجمع والمؤنَّث والمذكَّر، و(اللَّغَطَ) الصوت، و(الرَّزِيَّةَ) بالراء ثمَّ الزاي بوزن الفعيلة مهموزًا وقد تُقلب وتُدغم، المصيبة، و(مِنَ اخْتِلاَفِهِمْ) بيانٌ لـ(ما حَالَ).
          وفيه أنَّه صلعم كان يكتب والأمِّيُّ مَن لا يحسن الكتابة لا مَن لا يقدر على الكتابة، اللهم إلَّا أن يقال: ما كان يعلمه لكنَّه يكتبه على سبيل الإعجاز، والمراد منه المجاز نحو آمرٌ بالكتابة.
          قال ابن بطَّالٍ: عمر أفقه مِن ابن عبَّاسٍ حين اكتفى بالقرآن / ولم يكتف ابن عبَّاسٍ به.
          فإن قيل : كيف جاز لهم مخالفة أمره؟ قلنا قد ظهر منه مِن القرائن ما دلَّ على أنَّه لم يوجب ذلك عليهم. وقال: ((واقْرَؤُوا القُرآن)) و(هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا) مِن تتمَّة مباحث الأمر التي لغير الإيجاب. أقول: ولعلَّ ترجمة هذا الباب لم تكن عنده.
          النَّوويُّ: كان صلعم هَمَّ بكتابٍ حين أوحي إليه بذلك أو كان مصلحةٌ ثمَّ تركه حين جاء الوحي بخلافه أو بغير المصلحة، وفي الحديث مباحث كثيرةٌ تقدَّمت في كتاب العلم [خ¦114].