عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث: أعطى رسول الله خيبر أن يعملوها ويزرعوها
  
              

          2285- 2286- (ص) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ☺ قَالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللهِ صلعم خَيْبَرَ أَنْ يَعْمَلُوهَا وَيَزْرَعُوهَا وَلَهُمْ شَطْرُ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ الْمَزَارِعَ كَانَتْ تُكْرَى عَلَى شَيْءٍ سَمَّاهُ نَافِعٌ لَا أَحْفَظُهُ.
          وَأَنَّ رَافِعَ بن خَدِيجٍ ☺ حَدَّثَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلعم نَهَى عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ، وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: حَتَّى أَجْلَاهُمْ عُمَرُ ☺ .
          (ش) هذا أيضًا ليس بداخلٍ فيما ترجم به على ما ذكرنا الآن، أنَّ قضية خيبر لم تكن بطريق المزارعة ولا المساقاة... إلى آخره، وقال صاحب «التوضيح»: هي إجارة وسكت على ذلك، وسكوته كان خيرًا؛ لأنَّه ربَّما كان يعلِّل كلامه بشيءٍ لا يقبله أحدٌ، وقال ابن التين: وما ذُكِرَ مِن حديث رافعٍ ليس مِمَّا بُوِّب عليه أيضًا؛ لأنَّه قال: كنَّا نكري الأرض بالثلث والربع وعلى الماذيانات وأقبال الجداول، فنُهِينا عن ذلك.
          و(جُوَيْرِيَةُ) مصغَّر (جارية) ضد الواقفة، (ابْنُ أَسْمَاءَ) بوزن (حمراء) وهو مِن الأعلام المشتركة، وقد مرَّ غير مَرَّةٍ.
          قوله: (وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ) عطف على (عن عبد الله) أي: عن نافع أنَّ ابن عُمَر حدَّثه أيضًا أنَّهُ كانت المزارع تُكرى على شيءٍ مِن حاصلها.
          قوله: (سَمَّاهُ نَافِعٌ) أي: قال جُوَيْرِية: سمَّى نافع مقدار ذلك الشيء، لكن أنا لا أحفظ مقداره.
          قوله: (وَأَنَّ رَافِعَ بن خَدِيجٍ حَدَّثَ) إِنَّما قال: (وأنَّ ابن عمر حدَّثه) بالضمير، وقال هنا: (حدَّث) بلا ضميرٍ؛ لأنَّ ابن عمر حدَّث نافعًا، بخلاف نافعٍ فَإِنَّهُ لم يحدِّث له خصوصًا، ويحتمل أن يكون الضمير محذوفًا، وسيجيء بيان حكم هذا الباب في (باب المزارعة) إن شاء الله تعالى.
          قوله: (وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ...) إلى آخره، تعليقٌ وصله مسلم فقال: حَدَّثَنَا أحْمَد ابن حَنْبَل وزهير بن حَرْب، واللفظ لزهير، قالا: حَدَّثَنَا يحيى وهو القَطَّان عن عُبيد الله قال: أخبرني نافعٌ عَن ابن عمر: «أنَّ رسول الله صلعم عامل أهل خيبر بشطرِ ما يخرج منها مِن ثمرٍ أو زرع» ورواه أيضًا مِن وجوهٍ أخرى، وفي آخره: قال لهم رسول الله صلعم : «نُقِرُّكم بها على ذلك ما شئنا»، فَقُرُّوا بها حَتَّى أجلاهم عمر ☺ إلى تيماء وأريحاء، وقال الكَرْمَانِيُّ: وقال عُبيد الله، هو كلام موسى ومِن تتمَّة حديثه، ومنه تحصل الترجمة.
          قُلْت: ليس هو مِن كلام موسى، بل هو كلامٌ مستأنفٌ معلَّق، ولا هو مِن تتمة حديثه ولا منه تحصل الترجمة؛ لأنَّها في الإجارة وهذا ليس بإجارة، وإِنَّما هو خراج، على ما ذكرنا عن قريبٍ.
          و(عُبيد الله) بتصغير (العبد) ابن عُمَر بن حفص بن عاصم بن عُمَر بن الخَطَّاب ☺ .