عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

ورجال
  
              

          ورِجالُ: هذا الأثر سبعةٌ: كما ترى، و(خَالِدٌ بْنُ يَزِيدَ) مِنَ الزيادة، تَقَدَّمَ في أَوَّل (الوضوء) و(سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ) الليثيُّ المَدَنِيُّ، يُكْنَى أبا العلاء، و(زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ) أبو أسامة مولى عُمَر بن الخَطَّاب ☺ العدويُّ، و(أَبُوهُ) أسلم مولى عُمَر بن الخَطَّاب، يُكْنَى أبا خالد، وكان مِن سبي اليمن، وقال الواقديُّ: أبو زيد الحبشيُّ البُجاويُّ مِن بُجاوة، وكان مِن سَبْيِ عَينِ التَّمر، ابتاعه عُمَر بن الخَطَّاب بِمَكَّةَ سنة إحدى عشرة لمَّا بعثه أبو بكرٍ الصدِّيق ليقيم للناس الحجَّ، مات قبل مروان بن الحكم، وهو الذي صلَّى عليه وهو ابن أربع عشرة ومئة سنة.
          قوله: (شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ) فقبل الله دعاءه ورُزِق الشهادة، وقتله أبو لؤلؤة غلام / المغيرةَ بنِ شعبة، ضربه في خاصرته وهو في صلاة الصبح، وكان يوم الأربعاء لأربعٍ بقين مِن ذي الحجَّة، وقيل: لثلاثٍ بقينَ منه سنة ثلاث وعشرين، وهو ابن ثلاث وستِّين سنة، في سِنِّ النَّبِيِّ صلعم وسنِّ أبي بكر عنه.
          قوله: (وَاجْعَلْ مَوْتِي فِي بَلَدِ رَسُولِكَ) ووقع كذا، ودُفِن عند أبي بكر، وأبو بكر عندَ النَّبِيِّ صلعم ، فالثلاثة في بقعةٍ واحدة من أشرف البُقَع.