عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث: غزوت مع النبي خمس عشرة
  
              

          4472- (ص) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ ☺ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلعم خَمْسَ عَشْرَةَ.
          (ش) هذا الإسنادُ بعينه هو الإسنادُ الذي سبق، غير أنَّ أبا إسحاقَ روى الحديثَ هناك عن زيد بن أرقم، وههُنا عنِ البراء.
          واختُلِفَ في عددِ غَزَواتِ النَّبِيِّ صلعم ؛ فقال يعقوب بن سُفيان بإسناده عن مَكحول: إنَّ رسول الله صلعم غزا ثماني عَشرةَ غزوةً، وقاتل في ثمانِ غزواتٍ؛ أَوَّلُهنَّ بدر، ثُمَّ أُحُد، ثُمَّ الأحزاب، ثُمَّ قُرِيظة، ثُمَّ بئر مَعونة، ثُمَّ غزوة بني المصطلق مِن خُزاعة، ثُمَّ غزوة خَيبر، ثُمَّ غزوة مكَّة ثُمَّ حُنَين والطائف، قال ابن كثير: قولُه: «إنَّ بئر مَعونة بعد بني قُرَيظة» فيه نظرٌ، والصحيح أنَّها بعد أُحُد، وعنِ الزُّهْريِّ قال: غزا رسولُ الله صلعم أربعًا وعشرين غزوةً، رواه الطبرانيُّ، وروى عَبدُ بن حُمَيد في «مسنده» عن جابر قال: غزا رسولُ الله صلعم إحدى [وعشرين غزوةً، وقال ابنُ إسحاق: [كان] جميعُ ما غزا رسولُ الله صلعم بنفسِه الكريمةِ سبعًا] وعشرينَ غزوةً، وعن قتادة: أنَّ مغازيَ رسولِ الله صلعم وسراياه ثلاثٌ وأربعون؛ أربعٌ وعشرون بعثًا، وتسعَ عشرةَ غزوةً، وخرج في ثمانٍ منها بنفسه، وقال ابن إسحاق: بعوثُه وسراياه ثمانيةٌ وثلاثون، وقال صاحب «التلويح»: غزواتُ النَّبِيِّ صلعم وسراياه نيَّفتْ على المئةِ، ما بين غَزاةٍ وسريَّة.