الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

حديث: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة

          3322-وبالسند قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) أي: المدِينيُّ، قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) أي: ابن عُيينةَ (قَالَ: حَفِظْتُهُ) بكسرِ الفاء؛ أي: حديثُ: ((لا تدخُلُ الملائكِةُ... إلخ)) المذكورُ هنا (مِنَ الزُّهْرِيِّ) أي: محمَّدِ بن مسلمٍ المشهورِ (كَمَا أَنَّكَ) بفتحِ الهمزة (هَاهُنَا) و((ما)) مصدريَّةٌ، والمرادُ: أنَّ سفيانَ قال لعليٍّ: كما لا أشكُّ في كونِكَ في هذا المكَانِ كذلكَ لا أشكُ في حفظِي لهذا الحديثِ من الزُّهريِّ فكأنَّ سفيانَ قالَ لعليٍّ: حدثنا الزُّهريُّ يقيناً.
          قال: (أَخْبَرَنِي) بالإفرادِ (عُبَيْدُ اللَّهِ) بتصغير المضَاف؛ أي: ابنُ عبدِ الله بن عتبةَ بن مسعودٍ (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ☻، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ) كنيةُ زيد بن سهلٍ الأنصَاريِّ (☺، عَنِ النَّبِيِّ صلعم قَالَ: لاَ تَدْخُلُ) بضمِّ الخاء المعجمةِ (الْمَلاَئِكَةُ) يعني: غيرَ الحَفظةِ (بَيْتاً) يعني: مكاناً وإن لم يكُن بيتاً (فِيهِ كَلْبٌ) أي: وإن لم يحرُمْ اقتناؤُهُ، وخصَّهُ كثيرونَ بما يحرُمُ اقتناؤُهُ (وَلاَ صُورَةٌ) بالصَّاد المهملةِ؛ أي: صورة حيوَانٍ كاملةٍ وبعضهم عمَّم، وقال الكرمَانيُّ: قال بعضُهُم: بمُقتضَى عمُومِ لفظ: ((كلب))، وخصَّهُ آخرونَ بغيرِ ما هو للحاجَةِ ككلبِ زرعٍ، قال: وكذلكَ الصُّورةُ خصَّها بعضُهم بالصُّورةِ المحرَّمةِ، أي: صورةُ الحيَوَانِ، وأمَّا الملائكةُ فبالاتِّفاقِ مخصُوصٌ بالكرَامِ الكاتِبِين.
          وسبقَ الكلامُ على الحديثِ بأبسَطَ في باب: إذا قال أحدُكُم آمين.