الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

حديث: عرفها سنة فإن جاء أحد يخبرك بعفاصها ووكائها

          2438- وبالسند قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ) أي: الفِريابيُّ، قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) أي: الثَّوريُّ (عَنْ رَبِيعَةَ) بفتح الراء، هو: المشهورُ بربيعةِ الرَّأيِ (عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ) بكسر العين المهملة فمثلثة آخره (عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ ☺) أي: الجُهنيِّ (أَنَّ أَعْرَابِيّاً) سبقَ الخلافُ في أنَّه بلالٌ أو غيرُه.
          (سَأَلَ النَّبِيَّ صلعم عَنِ اللُّقَطَةِ) أي: عن حُكمِها (قَالَ) أي: النَّبيُّ صلعم / (عَرِّفْهَا) بكسر الراء مشددة (سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ أَحَدٌ يُخْبِرُكَ بِعِفَاصِهَا وَوِكَائِهَا) أي: فأدِّها إليه (وَإِلاَّ) أي: بأن لم يجِئ أحدٌ، أو جاءَ ولم يُخبرْ بعلاماتِها (فَاسْتَنْفِقْ) أي: فانتفِعْ (بِهَا) أي: بعد تعريفِها سنةً.
          (وَسَأَلَهُ) أي: الأعرابيُّ (عَنْ ضَالَّةِ الإِبِلِ، فَتَمَعَّرَ) بتشديد العين المهملة؛ أي: فتغيَّرَ (وَجْهُهُ) عليه السلام.
          (وقَالَ: مَا لَكَ وَلَهَا؟ مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا) بالذال المعجمة (تَرِدُ الْمَاءَ وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ، دَعْهَا حَتَّى يَجِدَهَا رَبُّهَا) أي: مالكُها، وتقدَّمَ الكلامُ على هذا الحديثِ مِراراً (وَسَأَلَهُ عَنْ ضَالَّةِ الْغَنَمِ. فَقَالَ) أي: النبيُّ عليه السلام (هِيَ لَكَ، أَوْ لأَخِيكَ، أَوْ لِلذِّئْبِ) والمطابقةُ فيه للتَّرجمةِ ظاهِرةٌ، فإنَّه عليه السلامُ لم يأمُرْه بدَفعِها له، ولا دفَعَها هو له.