الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

حديث: أنها كانت ترجل النبي وهي حائض وهو معتكف

          2046- وبالسند قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ): أي: المسنديُّ قال: (حَدَّثَنَا هِشَامٌ): بكسر الهاء؛ أي: الصَّنعانيُّ، ولأبي ذرٍّ: <هشام بن يوسفَ> قال: (أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ): بفتح الميمَين؛ أي: ابن راشدٍ (عَنِ الزُّهْرِيِّ): أي: محمَّد بن مسلمٍ (عَنْ عُرْوَةَ): أي: ابن الزُّبيرِ بن العوَّام.
          (عَنْ عَائِشَةَ): ♦ (أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ): بضمِّ أوَّله وتشديد الجيم مكسورة (النَّبِيَّ صلعم): أي: تمشطُ شعرَ رأسه (وَهِيَ حَائِضٌ): جملةٌ حاليَّةٌ من فاعِل ((تُرجِّلُ)).
          وجملةُ: (وَهْوَ): أي: النَّبيُّ (مُعْتَكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ): متعلِّقٌ بـ((معتكف))، حالٌ من مفعول ((ترجِّلُ)) أيضاً، وجملة: (وَهْيَ): أي: عائشةُ (فِي حُجْرَتِهَا): حالٌ من فاعل ((ترجِّل)) أيضاً، وجملة: (يُنَاوِلُهَا رَأْسَهُ): أي: مِن داخلِ المسجد مِن وراء عتبة بابها، مستأنفَةٌ أو حاليَّةٌ، وفي قوله: ((يناولها)) استعارةٌ تصريحيَّةٌ تبعيَّةٌ علاقتها المشابهة؛ لأنَّ المنَاولة حقيقةُ نقل الشَّيء باليد، والرأس قرينة.
          ويجوزُ أن تجعلَ الاستعارة بالكنَايةِ في الرأس، والمراد هنا: يُمِيل رأسَه الشَّريف إليها، قال في ((الفتحِ)): والرَّأس مذكَّرٌ اتِّفاقاً، ووهم مَن أنَّثه من الفقهاءِ وغيرهم.
          تتمَّةٌ: قال في ((الفتح)): اشتملَتْ أحاديث التراويحِ وليلة القدر والاعتكاف من الأحاديث المرفوعة على تسعةٍ وثلاثين حديثاً، المعلَّقُ منها حديثان، والخالصُ من التَّكرار تسعةُ أحاديث، والمكرَّر منها ثلاثون، وافقَه مسلمٌ على تخريجها سوى حديث ابن عبَّاسٍ في ليلة القدر، وحديث أبي هريرة في اعتكاف عشرين ليلةٍ، وفيه من الآثار عن الصَّحابة فمَن بعدهم أثرُ عمرَ ☺ في جمع النَّاسِ على أبيِّ بن كعبٍ في التراويحِ، وهو موصولٌ، وأثر الزُّهريِّ / في ذلك، وأثر ابنِ عيينةَ في ليلة القدر، وأثر ابن عبَّاسٍ في التماس ليلةِ القدر ليلة أربعٍ وعشرين، والله أعلم / .
          وكان الفراغُ مِن تحريرِ هذا الشَّرح من أوَّلِهِ إلى هذا الموضع ليلةَ الثُّلاثاء، عاشر ليلةٍ في رجب الفرد مِن شهور سنة ألفٍ ومائةٍ واثنين وخمسين، وكان ابتدائي في تأليفِهِ سنةَ إحدى وأربعين ومائةٍ وألفٍ، مع قراءتي لـ((الصَّحيح)) في جامع بني أميَّة تحت القبَّة بالدرس العامِّ عقبَ عصرِ كلِّ يومٍ من رجب وشعبان ورمضان.
          وسمَّيت الشَّرح المذكور:
          ((الفيض الجاري _أو المنهل الجاري_ بشرح صحيحِ الإمام البخاري))
          نسألُ الله تعالى إكمالَه والنَّفع به، آمين والحمدُ لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّدٍ الرَّسول الأمينِ، وعلى آله الطَّيبين الطَّاهرين، وأصحابهِ أجمعين، وأهل الإسلام والدِّين.
          وكتبه مؤلِّفه الفقير إسماعيل بن محمَّد جراح العجلوني سنة:1153.
          ويليه كتاب البيوع / ... / .