نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الشروط في المهر عند عقدة النكاح

          ░6▒ (باب: الشُّرُوطِ فِي الْمَهْرِ عِنْدَ عُقْدَةِ النِّكَاحِ) بضم العين المهملة، من عُقدة؛ أي: عند النِّكاح.
          (وَقَالَ عُمَرُ) أي: ابن الخطَّاب ☺ (إِنَّ مَقَاطِعَ الْحُقُوقِ) المقاطع: جمع مقطع، وهو موضع القطع في الأصل، وأراد بمقاطع الحقوق: مواقفه التي تنتهي إليها (عِنْدَ الشُّرُوطِ، وَلَكَ مَا شَرَطْتَ) وهذا التَّعليق وصله ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور عن ابن عُيينة عن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن عبد الرَّحمن بن غَنْم _بفتح المعجمة وسكون النون_ عن عمر ☺ قال لها شرطها، قال رجل: إذاً يطلقننا، فقال عمر ☺: إنَّ مقاطع الحقوق عند الشُّروط.
          (وَقَالَ الْمِسْوَرُ) بكسر الميم، هو: ابنُ مخرمة ☺ (سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ) أراد بصهره: أبا العاص بن الربيع زوج بنته زينب (1) ♦ أسر يوم بدر، فمُنَّ عليه بلا فداء؛ كرامةً لرسول الله صلعم ، وكان قد أبى أن يطلِّق بنته إذ مشى إليه المشركون في ذلك، فشكر له رسول الله صلعم مصاهرته.
          (فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ فَأَحْسَنَ) أي: في ثنائه (قَالَ: حَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي) وردَّ زينب ♦ إلى رسول الله صلعم بعد بدرٍ بقريب حين طلبها منه، وأسلم قبل الفتح، وهذا التَّعليق قد مضى في باب «من أمر بإنجاز الوعد».


[1] في هامش الأصل: زينب أكبر بناته صلعم اتفاقًا، ولا عبرة بمن شذ، ولدت سنة ثلاثين من مولده صلعم، وماتت سنة ثمان، زوَّجها رسول الله صلعم ابن خالتها أبا العاص، واسمه: لقيط على الأصح ابن الربيع بن عبد العزى، وأمه هالة بنت خويلد. وفي «الصحيح»: حدثني فصدقني ووعدني فوفاني، فإنه لما أسر يوم بدر أطلقه صلعم وشرط عليه أن يرسل له ابنته ففعل كما أمر، ثم أسلم وحسن إسلامه، فردها له المصطفى صلعم على النكاح الأول بعد عامين، وقيل: سنة، وقيل: بل بنكاح جديد سنة سبع، وولدت منه عليًا وكان رديفًا له صلعم يوم الفتح، ومات قبل الاحتلام، وأُمَامة التي حملها في صلاة الصبح على عاتقه، وكان إذا ركع وضعها، وإذا رفع من السجود أعادها لشدة محبته لها، وأهديت إليه قلادة من جذع، فقال: لأدفعنها إلى أحب الناس إلي، فعلقها في عنقها، وتزوجها علي ☺ بعد فاطمة ☺ا بوصية منها، ولما ضرب علي بالسيف أمر المغيرة بن نوفل أن يتزوجها ففعل، وذلك أن معاوية كتب إلى مروان أن يخطبها له وبذل له مائة ألف دينار، فزوجها الحسن للمغيرة وماتت تحته، وقد كان أبو العاص مصافيًا للمصطفى صلعم على شركه، وألجت عليه قريش أن يطلق زينب فامتنع، فشكر له ذلك، كذا في «الفتوحات السبحانية» للمناوي. منه.