نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: اذهبوا بنا نصلح بينهم

          2693- (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) هو: محمَّد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب، أبو عبد الله الذُّهلي النِّيسابوري، روى عنه البخاري في قريب من ثلاثين موضعًا، ولم يقل: حدَّثنا محمَّد بن يحيى الذُّهلي مصرحًا، ويقول: حدَّثنا محمد، ولا يزيد عليه، وربَّما يقول: محمَّد بن عبد الله، فينسبه إلى جدِّه ويقول أيضًا: محمَّد بن خالد فينسبُه إلى جدِّ أبيه، والسَّبب في ذلك: أنَّ البخاري لمَّا دخل نيسابور شغب عليه محمَّد بن يحيى الذُّهلي في مسألة خلق القرآن، وكان قد سمع منه فلم يترك الرِّواية عنه ولم يصرِّح باسمه، مات بعد البخاري بيسير، سنة سبع وخمسين ومائتين.
          قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ) هو أيضًا من مشايخ البخاري، وقد روى عنه بلا واسطةٍ في الباب الذي قبله، وروى هنا بواسطة محمَّد بن يحيى في رواية الأكثرين، ووقع في رواية النَّسفي وأبي أحمد الجُرْجاني بإسقاطه، وصار الحديث عندهما عن البخاريِّ عن عبد العزيز.
          (وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ) هو: إسحاق بن محمَّد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة، أبو يعقوب الفروي، وهو أيضًا من مشايخ البخاري روى عنه، وعن محمد غير منسوب عنه، وهو من أفراده، مات سنة ست وعشرين ومائتين.
          (قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ) بن أبي كثير (عَنْ أَبِي حَازِمٍ) سلمة بن دينار (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ) الأنصاريِّ ☺ (أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ فَأُخْبِرَ) على البناء للمفعول (رَسُولُ اللَّهِ صلعم بِذَلِكَ فَقَالَ: اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُمْ) يروى بالجزم وبالرفع، أمَّا الجزم؛ فلأنَّه جواب الأمر، وأمَّا الرَّفع؛ فعلى تقدير: نحن نصلح.
          وهذا طرفٌ من حديث سهل بن سعد ☺ الماضي في أوَّل كتاب الصُّلح، وهو ظاهر فيما ترجم له.
          وفيه: خروج الإمام مع أصحابه للإصلاح بين النَّاس عند تفاقُم أمورهم وشدَّة تَنازعهم.
          وفيه: ما كان صلعم من التَّواضع والخضوع والحريص على قطعِ الخلاف وحسم / دواعي الفرقة عن أمَّته، كما وصفه الله تعالى بقوله: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة:128].