الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: إن الله عز وجل وكل بالرحم ملكًا يقول: يا رب نطفة

          318- (يَا رَبِّ): بحذفِ ياءِ المتكلِّم، وفي مثلِه يجوزُ: (يا ربِّي)، و(يا رَبَّ)، و(يا رَبَّا)، وبالهاءِ وقفًا.
          (نُطْفَةًٌ): بالنَّصبِ عند القابِسي، أي: جعلتُ أنا المنيَّ نطفةً في الرَّحمِ، / أو صارَ نطفةً، أو خلقتَ أنتَ نطفةً، وبالرَّفعِ خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ، أي: هذه نطفةٌ.
          (أَذَكَرٌ؟): مبتدأٌ، وقد تخصَّصُ بثبوت أحدِهما؛ إذِ السُّؤالُ فيه عن التَّعيين(1)، فصلحَ للابتداء به، وفي بعضها: (أَذَكَرًا؟) بالنَّصب، أي: أتريدُ، أو أتخلُقُ ذكرًا؟ وكذا (شَقِيًّا)، و(سَعِيدًا)، أو: أجعلُ ذكرًا أم أُنثى؟ أو شقيًّا أم سعيدًا؟
          إنْ قلتَ: (أَمْ) المتَّصلةُ ملزومةٌ لهمزةِ الاستفهامِ، فأينَ هيَ؟
          قلتُ: مقدَّرةٌ، ووجودُها في قرينَتِها يدُلُّ عليها، قالَ الشَّاعرُ: [من الطويل]
...........................                     بِسَبْعٍ رَمَيْنَ الْجَمْرَ أَمْ بِثَمَانِ؟
          أي: أَبِسَبْعٍ...؟.
          وقال البِرْماويُّ: («ذَكَرٌ» أي: أهوَ ذَكَرٌ؟ فـــ«ذَكَرٌ»: خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ). /


[1] في (ب): (التعين).