الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: من اقتنى كلبًا ليس بكلب ماشية أو ضارية

          5480- (مَاشِيَةٍ أَوْ ضَارِيَةٍ): (1)ورُوِيَ: (ضَارِي) بالياء، و(ضَارٍ) بحذفِها، و(ضَارِيًا) بالألفِ بعدَ الياءِ منصوبًا، فأمَّا الأخيرُ؛ فهو ظاهرُ الإعرابِ، وأمَّا الأَوَّلانِ؛ فمجرورانِ عطفًا على (ماشيةٍ)، ويكونُ مِنْ إضافةِ الموصوفِ إلى صفتِهِ؛ كـ(ماءِ الباردِ)، ويكونُ ثُبُوتُ الياءِ في (ضَارِي) على اللُّغةِ القليلةِ في إثباتِها في المنقوصِ مِنْ غيرِ ألفٍ ولامٍ، والمشهورُ حذفُها، أي: كلب تعوَّدَ الصيدَ(2) يقال: ضَرِيَ الكلبُ وأضْرَاهُ صاحبُهُ، أي: عَوَّدَه وأَغْراه به، ويُجْمَع على (ضَوَارٍ).
          وقيل: إنَّ (ضَارٍ) هنا صفةٌ للرجلِ الصائدِ صاحبِ الكِلابِ المعتادةِ للصيدِ؛ فسمَّاهُ (ضاريًا) استعارةً؛ كما في الروايةِ الأُخرى: (إلَّا كلبَ ماشيةٍ، أو كلبَ صائِدٍ) انتهى.
          وقال التُّوربشتيُّ: (ومِنْ حقِّ اللفظِ: «أو ضاريًا»؛ عطفًا على المستثنَى، وهو كذلك في بعضِ الروايات، فتَحَقَّقَ مِنْ تلكَ الروايةِ أنَّ تركَ التنوينِ فيه خطأٌ مِنْ بعضِ الرُّواةِ).
          وقال الكِرمانيُّ: («ضارية»: إنْ قلتَ: حقُّ اللفظِ أنْ يُقالَ: «ضارٍ»؛ مثل: «قاضٍ»، بدونِ التأنيثِ، وبدونِ التحتانيَّةِ؟
          قلتُ: «ضارية»: صفةٌ للجماعةِ الصائدِينَ أصحابِ الكِلابِ المعتادةِ للصَّيدِ، / فسُمُّوا «ضارية» استعارةً، أو هو مِنْ بابِ التناسُبِ لِلَفْظِ «ماشيةٍ»، نحو: «لا دَرَيتَ ولا تليتَ»، ونحو: «بالغدايا وبالعشايا»).
          وفيه كلامٌ لابنِ قُرقُول، وابنِ الأثيرِ، والصَّغانيِّ، ذكرَه والدي ⌂ في «شرحه»؛ فانظرْهُ إنْ أردتَه.


[1] زيد في (أ): (رُوِيَ: ضَارِيَة).
[2] في (أ): (بالصيد).