الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث عروة: أنه سأل عائشة عن قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ}

          5064- ({فَوَاحِدَةً})[النساء:3]: منصوبٌ بإضمارِ فعلٍ، أي: فانكحوا واحدةً، أو طؤوا ما ملكتْ أيمانُكُم، وإنَّما قدَّرْنا ناصبًا آخرَ لمِلْكِ اليمينِ؛ لأنَّ النِّكاحَ لا يقعُ في مِلْكِ اليمينِ إلَّا أنْ يُريدَ به: الوطءَ في هذا، أوالتزوُّجَ(1) في الأوَّلِ، فيَلزمُ استعمالُ المشترَكِ في معنَيَيهِ، أوِ الجمعُ بين الحقيقةِ والمجازِ، وكلاهُما مقولٌ [به]، وهذا قريبٌ مِنْ قولِهِ: [من الرجز]
عَلَفْتُهَا(2) تِبْنًا وَمَاءً بَارِدًا
.....................
          وبابِهِ.
          وقرأ الحسنُ وأبو جعفرٍ بالرفعِ، وفيه ثلاثةُ أوجهٍ: الرفعُ بالابتداءِ، أو أنَّهُ خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ، أو فاعلٌ بفعلٍ مقدَّرٍ، أي: فتكفي واحدةٌ. /


[1] هكذا في النسختين، وفي مصدره: (و التزوج).
[2] في (أ): (وعلفتها)، ولا يستقيم.