الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع

          1597- قولُ عمرَ ☺ للحجرِ الأسودِ: (لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ): [ليس فيه] حذفُ خبر|ِ (لولا)، وخبرُ (لولا) واجبُ الحذفِ عندَ النُّحاةِ؛ لأنَّ طولَ الكلامِ يسُدُّ مسدَّ الخبريَّة بالجواب، إلَّا الرُّمَّانيَّ وابنَ الشَّجَريِّ فقالا: إنَّه مُقَسَّمٌ إلى ثلاثة أقسام:
          واجبُ الحذفِ، وهو ما ذُكِرَ على كونٍ مطلقٍ، كقولِك: (لولا زيدٌ لَزارنا عمرٌو)، أي: لولا زيدٌ على كلِّ حالٍ من أحوالِه لَزارنا عمرٌو.
          وقسمٌ واجبُ الإثباتِ، وهو ما ذُكِرَ على كونٍ مقيَّدٍ، إذ لو حُذِفَ لما فُهِمَ، كقولِه ◙: «لولا قومُكِ حديثو عَهْدٍ بجاهليَّةٍ لنقضتُ الكعبةَ»، فلو حُذِفَ (حديثو / عهدٍ) لكانَ: لولا قومُك على كلِّ حالٍ مِنْ أحوالِهم لنقضتُ الكعبةَ، ومِن جملةِ أحوالِهم بُعْدُ عهدِهم بالكفرِ فيما يُستقبَل، فكلُّ ما لم يُفهَم عندَ الحذفِ يتعيَّنُ الإثباتُ له(1)، ومِن ذلك: [من البسيط]
لَوْلَا زُهَيْرٌ جَفَانِي كُنْتُ مُنْتَصِرًا                     وَلَمْ أَكُنْ جَانِحًا لِلسِّلم إِذْ جَنَحُوا
          فقولُ عمرَ [لا يُفهم] مِنْ حذفِ الخبرِ [لأنَّ] التقدير: لولا رُؤيتي التقبيل يُسْتَقْبَحُ لمَا قبَّلتُكَ.
          وقسمٌ إنْ شئتَ أثبتَّه، وإنْ شئت حذفتَه، كقولِك: (لولا صاحبُ عمرٍو يُعينُه لَعَجَزَ)، وتقدَّمَ(2) [خ¦126] [خ¦1925] [خ¦1926]. /


[1] في (أ): (به).
[2] شرح هذا الحديث ليس في (ب)، وهو في هامش (أ) في غير موضعه عند الحديث (1751)، وقبله: (يضاف في مكانه).