المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: إذا فرغت منه فآذنا

          544- قال البخاريُّ: حدثنا صدقة: حدَّثنا يحيى بن سعيد عن عبيد(1) الله. [خ¦5796]
          وحدثنا إبراهيم بن المنذر: حدَّثنا أنس بن عياض، عن عبيد(2) الله، عن نافع، عن ابن عمر. [خ¦4672]
          545- وحدثنا يحيى ابن بكير وغيره(3) [خ¦4671] ؛ وقالا: حدثنا الليث: قال غيره(4) : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب أنه قال: لما توفي عبد الله بن أبي ابن سلول. قال ابن عمر: جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. قال يحيى في حديث ابن عمر: فقال: يا رسول الله؛ أعطني قميصك أكفنه فيه، وصلِّ عليه، واستغفر له، فأعطاه قميصه، وقال: «إذا فرغتَ منه(5) ؛ فآذنا»، فلما فرغ منه(6) ؛ آذنته، فجاء ليصلي عليه.
          قال عمر: فلما قام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ وثبتُ إليه فقال: يا رسول الله؛ أتصلي على ابن أُبيٍّ وقد قال يوم كذا كذا وكذا؟ قال: أعدُّ عليه قوله، فتبسم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وقال: «أَخِّرْ عني يا عمر»، فلما أكثرت عليه؛ قال: «إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له؛ لزدت عليها».
          قال أنس بن عياض: فأخذ عمر بن الخطاب بثوبه، فقال: أتصلي عليه وهو منافق، وقد نهاك الله أن تستغفر لهم؟ فقال: «إنما خيرني أو أخبرني الله تعالى، فقال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ} [التوبة:80]، قال: فأزيد على السبعين»، قال: فصلى عليه رسول الله، وصلينا معه.
          قال ابن عباس: فلم يمكث إلا يسيرًا حتى نزلت الآية من براءة: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ...} إلى {وَهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة:84].
          قال عمر: فعجبت بعدُ من جرأتي على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والله ورسوله أعلم.
          وخرَّجه في باب لبس القميص، وفي باب قوله عزَّ وجلَّ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} الآية [التوبة:80]، وفي باب قوله عزَّ وجلَّ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا} الآية [التوبة:84]، وفي باب ما يكره من الصلاة على المنافقين والاستغفار للمشركين. [خ¦5795] [خ¦4670] [خ¦4672] [خ¦1366]


[1] في الأصل: (عبد)، وهو تحريف.
[2] في الأصل: (عبد)، وهو تحريف.
[3] في الأصل: (وعمرو)، والمثبت موافق لما في «الصحيح» [خ¦4671].
[4] في الأصل: (عمرو)، والمثبت موافق لما في «الصحيح» [خ¦4671].
[5] كذا في الأصل، وهي زيادة من رواية أبي ذرٍّ.
[6] (منه)، ليست في «اليونينية».