المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: إن الله لا ينزع العلم انتزاعًا

          58- قال البخاريُّ: حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو بن العاصي قال: سمعتُ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم. [خ¦100]
          (ح): وحدثنا سَعيد بن تَلِيد: حدثنا ابن وهب قال: حدثني عبدُ الله بن شُرَيح وغيرُه، عن أبي الَأسْوَد قال: حَجَّ علينا عبدُ الله بن عمرو فسمعته يقول: سمعتُ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «إنَّ الله عزَّ وجلَّ لا يَنزع العِلمَ انتزاعًا _زاد عروة: ينتزعه من العِبَاد بعد أن أعطاهم_ ولكن ينتزعه منهم مع قَبضِ العُلمَاءِ قَبْلَهم، فيبقى ناسٌ من جهال، _وقال عروة: حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتخذ الناسُ رؤوسًا جُهالًا_ يُستَفتَون فيُفتُون برأيهم، _وقال عروة: بغير علمٍ_ فيُضَلُّون ويَضِلُّون». فحدَّثتُ عائشةَ زوجَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثم إن عبد الله بن عَمرو حَجَّ بعدُ، فقالت: يا بنَ أخِي، انطلقْ إلى عبد الله بن عَمرو فاستَثبِت لي منه الذي حدَّثتني عنه، فجئتُه، فسألتُ، فحدَّثَني كنحو ما حدَّثَني، فأتيتُ عائشةَ فأخبرتُها، فعَجبتْ وقالت: والله لقد حفظ عبدُ الله بن عمرو. [خ¦7307]
          قال البخاريُّ: وحدثنا العلاء بن عبد الجبَّار: حدثنا عبد العزيز بن مُسلم، عن عبد الله بن دينار قال: كَتَب عمرُ بن عبد العزيز إلى أبي بكر ابن حَزْم: انظُرْ ما كان من حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فاكتبه؛ فإني خفت دُرُوسَ العلم وذهابَ العلماء، ولا تَقْبَل إلَّا حديثَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وليفشُوا العلم، وليجلسوا حتى يعلَم مَن لا يعلَم؛ فإنَّ العلمَ لا يهلك حتى يكون سرًّا.
          وخرَّجه في باب ما يكره من ذم الرأي وتكلُّف القياس / . [خ¦7307]