المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك

          357- وقال عبيدُ الله، عن ثابت، عن أنس: كان رجل من الأنصار يؤمُّهم في مسجد قُبَاء، فكان كلما افتتحَ سورةً يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بـ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1] حتى يفرغَ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، وكلَّمَه أصحابه وقالوا: إنك تفتتحُ بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزئكَ حتى تقرأ بأخرى، فإما تقرأ بها، وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى، فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك؛ فعلت، وإن كرهتم؛ تركتكم، وكانوا يرونَ أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يؤمَّهم غيره، فلما أتاهم النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ أخبروه الخبر، فقال: «يا فلان؛ ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك؟ وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ قال: إني أحبها، قال: «حُبُّك إياها أدخلك الجنة».