المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبًا

          348- قال البخاريُّ: حدثنا موسى: حدَّثنا أبو عوانة: حدَّثنا عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمُرة قال: شكا أهلُ الكوفة سعدًا إلى عمر فعزله، واستعمل عليهم عَمَّارًا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه فقال: يا أبا إسحاق؛ إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي، قال: أمَّا أنا؛ والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ما أَخْرِم عنها، أصلي صلاةَ العِشَاء فأركُدُ في الأوليَيَن، وأُخِفُّ في الأخريَيَن.
          قال: ذلك الظنُّ بك يا أبا إسحاق، فأرسل معه رجلًا أو رجالًا إلى الكوفة، فسأل عنه أهل الكوفة، فلم يدعْ مسجدًا إلا سأل عنه، ويُثنُونَ معروفًا حتى إذا دخل مسجدًا لبني عَبْس؛ فقام رجل منهم يقال له: أسامة بن قَتادة، يُكْنى أبا سَعدة، قال: أما إذ نشدتنا؛ فإن سعدًا لا يسير بالسرية، ولا يقسم(1) بالسوية / ، ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهمَّ؛ إن كان عبدك هذا كَذِبًا(2) قام رياءً وسمعة؛ فأطل عُمْرَه، وأطل فقره، وعَرِّضه بالفتن.
          فكان بعدُ إذا سُئل؛ يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد.
          قال عبد الملك: فأنا رأيته قد سقط حاجباه على عَينَيه من الكبر، وإنه ليتعرضُ للجواري في الطرق(3) يغمِزُهُنَّ. [خ¦755]
          وخرَّجه في باب القراءة في الظهر مختصرًا، وباب يطيل في الأولَيين ويحذفُ في الأخْرَيَيَن. [خ¦758] [خ¦770]


[1] في الأصل: (يقيم).
[2] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (كاذبًا).
[3] كذا في الأصل، وفي هامش «اليونينية»: في رواية الأصيلي: (الطريق).