المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: يا بنت أبي أمية! سألت عن الركعتين

          275- قال البخاريُّ: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب: قال أخبرني عمرو. وقال بكر بن مُضر عن عمرو بن الحارث عن بُكير: إنَّ كُرَيبًا مولى ابن عباس حدثه: أن ابن عباس وعبد الرحمن بن أزهر والْمِسْور بن مَخْرَمة أرسلوا إلى عائشة، فقالوا: اقرأ عليها السلام منا جميعًا، وسلها عن الركعتين بعد العصر، وإنا أُخْبِرنا أنكِ تصليهما(1)، وقد بلغنا أن النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم نهى عنها.
          فقال ابن عباس: وكنت أضربُ مع عمرَ الناس عنهما.
          قال كُرَيب: فدخلت عليها، وبَلَّغتها ما أرسلوني، فقالت: سَلْ أم سلمة، فأخبرتهم، فردوني إلى أم سلمة بمثل ما أرسلوني إلى عائشة، فقالت أم سلمة: سمعت النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ينهى عنهما، وإنه صلى العصر ثم دخل عليَّ، وعندي نسوة من بني حَرَام من الأنصار، فصلاهما، فأرسلت إليه الخادم، قلتُ: قومي إلى جنبه فقولي: تقول أم سلمة: يا رسول الله؛ ألم أسمعك تنهى عن هاتين الركعتين، فأراك تصليهما؟ فإن أشار بيده؛ فاستأخري، ففعلت الجارية، فأشار بيده، فاستأخرتْ عنه، فلما انصرف؛ قال: «يا بنت أبي أمية؛ سألتِ عن الركعتين بعد العصر، إنه أتاني أناسٌ من عبد القيس بالإسلام من قومهم، فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر، فهما هاتان». [خ¦1233]
          وخرَّجه في باب وفد عبد القيس، وباب إذا كُلِّمَ وهو يصلي؛ فأشار بيده واستمع. [خ¦4370] [خ¦1233]


[1] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذر عن الحموي والمستملي، وفي رواية أبي ذر الهروي عن الكشميهني: (تصلينهما)، وفي متن «اليونينية»: (تصليها).