المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام

          2497- قال البخاريُّ: حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام بن يوسف: أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين؛ إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك! وما يضرك؟ قال: يا أم المؤمنين، أريني مصحفك. قالت: لِمَ؟ قال: لعلي أُوَلِّف القرآن عليه، فإنه يُقرأ غير مؤلَّف، قالت: وما يضيرك أية (1) قرأت قبل، إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام؛ نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر؛ لقالوا: لا ندع الخمر أبدًا، ولو نزل: لا تزنوا؛ لقالوا: لا ندع الزنى أبدًا، لقد نزل بمكة على محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وإني لجارية ألعب: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر:46]، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحف، فأملت عليه آي السور(2). [خ¦4993]


[1] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينية»: (أيه).
[2] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينية»: (السورة).