المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: احبس أبا سفيان عند خطم الجبل ينظر المسلمين

          2287- قال البخاريُّ: حدثنا عبيد بن إسماعيل: حدَّثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه [قال] : لما سار رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عام الفتح فبلغ ذلك قريشًا؛ خرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبُديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران، فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة، فقال أبو سفيان: ما هذه؟ لكأنها نيران عرفة، فقال بديل بن ورقاء: نيران بني عمرو، / وقال أبو سفيان: عمروٌ أقل من ذلك، فرآهم ناس من حرس رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأدركوهم فأخذوهم، فأتوا بهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأسلم أبو سفيان، فلما سار؛ قال للعباس: «احبس أبا سفيان عند حَطْمِ الخيل ينظر(1) المسلمين»، فحبسه العباس، فجعلت القبائل تمر مع النَّبيِّ(2) صلَّى الله عليه وسلَّم، تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان، فمرت كتيبة، قال(3) : يا عباس؛ من هذه؟ قال(4) : هذه غفار، قال: مالي ولغفار؟ ثم مرت جهينة، قال(5) مثل ذلك، ثم مرت سعد بن هُذَيم، فقال مثل ذلك، ومرت سليم فقال مثل ذلك، حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها، قال: من هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية، فقال سعد بن عبادة: يا أبا سفيان؛ اليوم يوم الملحمة، اليوم تُسْتَحَلُّ الكعبة، فقال أبو سفيان: يا عباس؛ حبَّذَا يوم الذِّمار، ثم جاءت كتيبة _وهي أقل الكتائب_ فيهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه، وراية النَّبيِّ(6) صلَّى الله عليه وسلَّم مع الزبير بن العوام، فلما مر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بأبي سفيان؛ قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة؟ قال: «ما قال؟» قال: قال كذا وكذا، قال: «كذب سعد، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، ويوم تُكْسى فيه الكعبة» قال: وأمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن تركَزَ رايته بالحَجُون.
          قال عروة: فأخبرني(7) نافع بن جبير بن مطعم قال: سمعت العباس يقول للزبير: يا [أبا] عبد الله؛ ههنا أمرك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن تركز الراية.
          قال: وأمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كَدَاء، ودخل النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من كُدًى(8)، فقُتل من خيل خالد بن الوليد يومئذ رجلان، حبيش(9) بن الأشعر وكُرْزُ بن جابر الفِهري. [خ¦4280]


[1] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (حتى ينظر إلى).
[2] كذا في الأصل، وفي هامش «اليونينية» من رواية الأصيلي: (رسول الله).
[3] كذا في الأصل، وفي هامش «اليونينية» من رواية الأصيلي: (فقال).
[4] كذا في الأصل، وفي هامش «اليونينية» من رواية الأصيلي: (فقال).
[5] كذا في الأصل، وفي هامش «اليونينية» من رواية الأصيلي: (فقال).
[6] كذا في الأصل، وفي هامش «اليونينية» من رواية الأصيلي: (رسول الله).
[7] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (وأخبرني).
[8] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (كُدَى)، وينظر هامشها.
[9] في الأصل: (خنيس)، وهو تصحيف.