المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: ما هذه النيران على أي شيء يوقدون

          2276- قال البخاريُّ: حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدَّثنا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة ابن الأكوع قال: خرجنا مع رسول الله(1) صلَّى الله عليه وسلَّم إلى خيبر فسرنا ليلًا، فقال رجل من القوم لعامر: يا عامر؛ ألا تسمعنا من هُنَيَّاتك(2) ؟ وكان عامر رجلًا حَدَّاءً(3) شاعرًا، فنزل يحدو بالقوم يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتديــــــــــنا
ولا تصدقــــــــــــــنا ولا صلينا
فاغفر فـــــــــــــداءً لك ما أبقينا
وثبت الأقـــــــــــدام إن لاقينا(4)
وألقين ســـــــــــــــــكينة(5) علينا
إنا إذا صـــــــــــــــيح(6) بنا أبينا
بالصباح عَوَّلوا علينا
          فقال(7) رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «من هذا السائق؟» قالوا: عامر بن الأكوع، قال: «يرحمه الله»، / قال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله، لولا أمتعتنا به، فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة، ثم إن الله [تعالى] فتحها عليهم، فلما أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم؛ أوقدوا نيرانًا كثيرة، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «ما هذه النيران؟ على أي شيء يوقدون؟» قالوا: على لحم، قال: «على أي لحم؟» قالوا: لحم(8) حمر الإنسية، قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «أهرقوها(9) واكسروها»، فقال رجل: يا رسول الله؛ أو نهريقُها(10) ونغسلها؟ قال: «أو ذلك(11)»، فلما تصافَّ القوم كان سيف عامر قصيرًا، فتناول به ساق يهودي ليضربه، فيرجع ذُبابُ سيفه، فأصاب عين ركبة عامر فمات منه، قال: فلما قفلوا؛ قال سلمة: رآني رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو آخذ يدي(12)، قال: «ما لك؟» قلت له: فداك أبي وأمي، زعموا أن عامرًا حبط عمله، قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «كذب من قاله، إن له لأجرين _وجمع بين إصبعيه_ إنه لجهاد مجاهد قَالَّ(13) عربي مشى بها مثله».
          قال البخاريُّ: حدَّثنا قتيبة حدَّثنا حاتم: «نشأ بَها». [خ¦4196]
          وخرَّجه في باب هل تكسر الدنان التي فيها الخمر، وإن(14) كسر صنمًا أو طنبورًا أو صليبًا أو ما لا ينتفع بخشبه، وفي باب آنية المجوس والميتة، وفي باب ما يجوز من الشعر والرجز...؛ الباب، وفي باب إذا قتل نفسه خطأ؛ فلا دية له، وفي باب قوله عزَّ وجلَّ: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التوبة:103] ومن خص أخاه بالدعاء دون نفسه. [خ¦2477] [خ¦5497] [خ¦6148] [خ¦6891] [خ¦6331]


[1] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (النَّبيِّ).
[2] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ عن الكشميهني، وفي «اليونينية»: (هنيهاتك).
[3] كذا في الأصل، و(حداءً): ليس في «اليونينية»، وهي في رواية أبي ذرٍّ بدل (شاعرًا).
[4] في الأصل: (لقينا)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».
[5] في الأصل: (ألق السكينة).
[6] في الأصل: (صبح)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».
[7] في الأصل: (قال)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».
[8] في الأصل: (الحمر)، وهو تحريف.
[9] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (أهريقوها).
[10] في الأصل: (نهرقوها)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».
[11] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (ذاك).
[12] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ عن الحموي والمستملي، وفي «اليونينية»: (بيدي).
[13] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (قلَّ).
[14] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (الخمر أو تخرق الزقاق فإن).