المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: رأيت بالنبي شيئًا ما في ذلك صبر

          2241- قال البخاريُّ: حدثنا عمرو بن علي: حدَّثنا أبو عاصم: أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان: أخبرنا سعيد بن ميناء قال: سمعت جابرًا. [خ¦4102]
          2242- قال البخاريُّ: وحدثنا خلاد بن يحيى [خ¦4101] : حدَّثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال: أتيت جابرًا فقال: إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كَبِدةٌ(1) شديدة، فجاؤوا النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقالوا: هذه كَبِدة عرضت في الخندق، فقال: «أنا نازل»، ثم قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقًا، فأخذ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم المعول، فضرب فعاد كثيبًا أَهْيَلَ أو أَهْيَمَ، فقلت: يا رسول الله؛ ائذن لي إلى البيت، فقلت لامرأتي: رأيت بالنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم شيئًا ما(2) في ذلك صبر.
          وقال ابن مِيناء: خَمَصًا شديدًا. فهل عندك شيء(3) ؟ فأخرجت إليَّ جرابًا فيه صاع من شعير، ولنا بُهيمة داجن فذبحتها وطحنت.
          زاد ابن أيمن: الشعيرَ، قال ابن ميناء: ففرغت إلى فراغي، وقطَّعتها في بُرمتها، ثم وليت إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقالت: لا تفضحني برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وبمن معه، فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله؛ ذبحنا بُهيمة لنا، وطحنا صاعًا من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معك، فصاح النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «يا أهل الخندق؛ إن جابرًا قد صنع سُورًا _والسور بالفارسية: الوليمة_ فحيَّ هَلا بكم».
          قال ابن أيمن عن أبيه: فقام المهاجرون والأنصار، فلما دخل على امرأته؛ قال: ويحك! جاء النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالمهاجرين والأنصار ومن معهم، قالت: هل سألك؟ / قلت: نعم، قال: فقال: «ادخلوا ولا تَضَاغطوا».
          قال ابن ميناء: فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لا تُنزلُن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء»، فجئت وجاء رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقدم الناس حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك، فقلت: قد فعلت الذي قلت، فأخرجت له عجينًا فبصق فيه وبارك، ثم عمد إلى بُرمتنا فبصق وبارك، ثم قال: «ادع خابزة فلتخبز معي، واقدحي من برمتكم، ولا تُنزلوها» وهم ألف، فأقسم بالله؛ لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لَتَغِطُّ كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو.
          زاد ابن أيمن عن أبيه: قال: «كُل هذا وأهدِ(4)، فإن الناس أصابتهم مجاعة».
          وخرَّجه في باب من تكلم بالفارسية والرطانة، وقوله عزَّ وجلَّ: {وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} [الروم:22]، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم:4]. [خ¦3070]


[1] كذا في الأصل في الموضعين، وذكر في «المشارق» أنها رواية الأصيلي، وفي «اليونينية»: (كدية).
[2] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ وابن عساكر، وزيد في «اليونينية»: (كان).
[3] في الأصل: (شيئًا).
[4] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (كلي هذا وأهدي).