المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله

          2229- قال البخاريُّ: حدثنا علي بن عبد الله: حدَّثنا سفيان: قال عمرو: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله؟» فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله؛ أتحب أن أقتله؟ قال: «نعم»، قال: فائذن لي أن أقول شيئًا، قال: «فقل».
          فأتاه محمد بن مسلمة فقال: إن هذا الرجل قد سألنا صدقة وإنه قد عَنَّانا، وإني قد أتيتك أستسلفك، قال: وأيضًا والله لَتَمَلُّنَّه، قال: إنا قد اتبعناه، فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه، فقد أردنا أن تسلفنا وَسْقًا أو وَسْقين.
          وحدثنا(1) غيرَ مرة فلم يذكر وسقًا أو وسقين، فقلت له: فيه وسقًا أو وسقين؟ قال: أُرَى فيه وسقًا أو وسقين. [خ¦4037]
          فقال: نعم، ارهنوني. قلت(2) : أي شيء تريد؟ قال: ارهنوني نساءكم. قالوا: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب؟ قال: فارهنوني أبناءكم، قالوا(3) : كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال: رُهن بوسق أو وسقين، هذا عار علينا، ولكن(4) نرهنك اللَّأمة. قال سفيان: يعني السلاح، فواعده أن يأتيه، [فجاءه] ليلًا ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة، فدعاهم إلى الحصن فنزل إليهم، فقالت له امرأته: أين تخرج هذه الساعة؟ فقال: إنما هو محمد بن مسلمة وأخي أبو نائلة.
          وقال غير عمرو: وقالت: أسمع صوتًا كأنه يقطر منه الدم، قال: إنما هو(5) محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة، إن الكريم لو دُعي إلى طعنة بليل؛ لأجاب، قال: ويدخل محمد بن مسلمة معه برجلين(6).
          قيل لسفيان: سماهم عمرو؟ قال: سمى بعضهم، قال عمرو: وجاء / معه برجلين، وقال غير عمرو: أبو عبس بن جبر والحارث بن أوس وعباد بن بشر.
          قال عمرو: وجاء معه برجلين، فقال: إذا ما جاء(7) ؛ فإني قائل لِشَعَرِهِ فأشتمُّهُ(8)، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه؛ فدونكم فاضربوه، وقال مرة: ثم أشمكم، فنزل إليهم متوشحًا، وهو تنفخ منه ريح الطيب، فقال: ما رأيت كاليوم ريحًا أطيب.
          وقال غير عمرو: قال: عندي أعطر سَيِّد(9) العرب وأكملُ العرب.
          قال عمرو: فقال: أتأذن لي أن أشم رأسك؟ قال: نعم، فشمه ثم أشم أصحابه، ثم قال: أتأذن لي؟ قال: نعم، فلما استمكن منه؛ قال: دونكم، فَقَتَلوه، ثم أتوا النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فأخبروه.
          وخرَّجه في باب الكذب في الحرب، وفي باب الفتك بأهل الحرب. [خ¦3031] [خ¦3032]


[1] كذا في الأصل، وزيد في «اليونينية»: (عمرو).
[2] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (قالوا).
[3] في الأصل: (قال)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».
[4] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (ولكنا).
[5] كذا في الأصل، وزيد في «اليونينية»: (أخي).
[6] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينية»: (رجلين).
[7] في الأصل: (جاؤوا)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».
[8] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (بشعره فأشمه).
[9] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ عن الحموي والمستملي، وفي «اليونينية»: (نساء).