المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: سمعت محمدًا يزعم أنه قاتلك

          2201- قال البخاريُّ: حدثنا أحمد بن إسحاق: حدَّثنا عبيد الله بن موسى: حدَّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق. [خ¦3632]
          (ح): وحدثنا أحمد بن عثمان [خ¦3950] : حدَّثنا شريح بن مسلمة: حدَّثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: حدثني عمرو(1) بن ميمون: أنه سمع عبد الله بن مسعود حدث عن سعد بن معاذ: أنه(2) كان صديقًا لأمية بن خلف، وكان أمية إذا مر بالمدينة؛ نزل على سعد، / وكان سعد إذا مر بمكة؛ نزل على أمية، فلما قدم(3) رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم المدينة؛ انطلق سعد بن معاذ معتمرًا، فنزل على أمية بمكة، فقال لأمية: انظر لي ساعة خلوةٍ لعلي أن أطوف بالبيت، فخرج به قريبًا من نصف النهار.
          قال إسرائيل فيه: فبينا سعد يطوف؛ إذ رآه أبو جهل فقال: من هذا الذي يطوف بالكعبة؟ فقال سعد: أنا(4)، فقال أبو جهل: أتطوف(5) بالكعبة آمنًا وقد آويتم محمدًا وأصحابه.
          وقال إبراهيم عن أبيه: وقد آويتم الصباة، وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم، أمَ(6) والله لولا أنك مع أبي صفوان؛ ما رجعت [إلى] أهلك سالمًا، فقال له سعد ورفع صوته عليه: أمَّا(7) والله لئن منعتني هذا؛ لأمنعنك ما هو أشد عليك منه، طريقك على المدينة، قال إسرائيل: مَتْجَرَك بالشام. [فتلاحيا بينهما، فقال أمية لسعدٍ: لا ترفع صوتك على أبي الحكم، فإنه سيد أهل الوادي](8)، وجعل يمسكه، فغضب سعد، فقال سعد: دعنا عنك، فإني سمعت محمدًا صلَّى الله عليه وسلَّم يزعم أنه قاتلك، قال: إياي؟ قال: نعم.
          وقال إبراهيم عن أبيه: إنهم قاتلوك، قال: بمكة؟ قال: لا أدري، ففزع لذلك أميَّةُ فزعًا شديدًا، فقال أمية: لا أخرج من مكة.
          قال إسرائيل: قال: والله ما يكذب محمد إذا حدث، فرجع إلى امرأته فقال: أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي؟ قالت: وما قال؟ قال: زعم أنه سمع محمدًا يزعم أنه قاتلي، قالت: فوالله ما يكذب محمد، فلما خرجوا إلى بدر وجاء الصريخ.
          قال إبراهيم عن أبيه: استنفر أبو جهل الناس، قال: أدركوا عيركم، فكره أمية أن يخرج، فأتاه أبو جهل فقال: يا أبا صفوان؛ إنك متى يرك الناس قد تخلفت وأنت سيد أهل الوادي؛ تخلفوا معك، فلم يزل به أبو جهل حتى قال: أمَّا إذ غلبتني؛ فوالله لأشترين أجود بعير بمكة، ثم قال أمية: يا أم صفوان؛ جهِّزيني، فقالت له: يا أبا صفوان؛ وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربي؟ قال: لا، وما أريد أن أجوز معهم إلا قريبًا، فلما خرج أمية؛ أخذ لا ينزل مَنزلًا إلا عَقَلَ بعيره، فلم يزل بذلك حتى قتله الله تبارك وتعالى ببدر.
          وخرَّجه في علامات النبوة. [خ¦3632]


[1] في الأصل: (عمر)، وليس بصحيح.
[2] كذا في الأصل، وزيد في «اليونينية»: (قال).
[3] زيد في الأصل: (على)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».
[4] كذا في الأصل، وزيد في «اليونينية»: (سعد).
[5] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (تطوف).
[6] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينية»: (أما).
[7] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (أمَا).
[8] ما بين معقوفين جاء في «الصحيح» بعد قوله: (وقد آويتم محمدًا وأصحابه).