المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: يا بني النجار ثامنوني حائطكم هذا

          2188- قال البخاريُّ: حدثنا محمد: حدَّثنا عبد الصمد: حدَّثنا أبي: حدَّثنا عبد العزيز بن صهيب: حدَّثنا أنس. [خ¦3911]
          (ح): وحدَّثنا ابن سلام: حدَّثنا الفزاري، عن حميد، عن أنس. [خ¦3329]
          (ح): وحدثني إسحاق بن منصور: حدَّثنا عبد الصمد قال: سمعت أبي يحدث: حدَّثنا أبو التياح يزيد بن حميد الضبعي قال: حدثني أنس بن مالك قال: لما قدم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم المدينة، نزل في علو المدينة [في حي يقال لهم: بنو عمرو بن عوف، قال: فأقام فيهم أربع عشرة ليلة]، ثم أرسل إلى ملأ بني النجار قال: فجاؤوا متقلدي سيوفهم. [خ¦3932]
          زاد ابن صهيب عن أنس: وقالوا: اركبا آمنين مطاعين.
          قال أبو التياح / عن أنس: فكأني أنظر إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على راحلته وأبو بكر ردفه وملأ بني النجار حوله حتى ألقى بفناء أبي أيوب. قال: فكان يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلي في مرابض الغنم. قال: ثم(1) أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملأ بني النجار فجاؤوا فقال: «يا بني النجار؛ ثامنوني حائطكم هذا»، فقالوا(2) : والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله تبارك وتعالى(3)، فكان فيه ما أقول لكم، كانت فيه قبور المشركين، وكانت فيه خرب، وكانت(4) فيه نخل، فأمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بقبور المشركين فَنُبِشَت، وبِالخِرَبِ فسويت، وبالنخل فقطعت(5)، فصفوا النخل قبلة المسجد، قال: وجعلوا عضادتيه حجارة.
          قال ابن صهيب في حديثه: فقيل في المدينة: جاء نبي الله، جاء نبي الله صلَّى الله عليه وسلَّم، [فأشرفوا ينظرون ويقولون: جاء نبي الله جاء نبي الله]، فأقبل يسير حتى نزل جانب دار أبي أيوب، فإنه ليحدث أهله؛ إذ سمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله يخترف لهم، فعجل أن يضع الذي يخترف(6) فيها، فجاء وهي معه، فسمع من نبي الله صلَّى الله عليه وسلَّم ثم رجع إلى أهله، فقال نبي الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «أي بيوت أهلنا أقرب؟» فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله، هذه داري وهذا(7) بابي، قال: «فانطلق فهيئ لنا مقيلًا» [قال]: قوما على بركة الله، فلما جاء نبي الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ جاء عبد الله بن سلام.
          2189- زاد حميد عنه: قال: فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، فما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى(8) أمه؟ قال: «أخبرني بهن جبريل آنفًا»، قال: جبريل؟! قال: «نعم»، قال: ذلك(9) عدو اليهود من الملائكة، فقرأ هذه الآية: «{قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ } [البقرة:97](10)، أما أول أشراط الساعة؛ فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل(11) الجنة؛ فزيادة كبد حوت، وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة؛ نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة؛ نزعت»، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله. [خ¦4480]
          وقال الفزاري عن حميد: قال: «وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه؛ كان الشبه له، وإذا سبقت(12) ؛ كان الشبه لها».
          قال ابن صُهيب: فقال: أشهد أنك رسول الله وأنك جئت بحق، وقد [علمت] يهود أني سيدهم وابن سيدهم، وأعلمهم وابن أعلمهم، فادعهم فسلهم(13) عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت؛ قالوا في ما ليس فيَّ، فأرسل نبي الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
          زاد حميد: إن اليهود قوم بهُتٌ، وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم؛ يبهتونني(14)، فجاءت اليهود.
          قال ابن صهيب: فدخلوا عليه، فقال لهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «يا معشر اليهود؛ ويلكم اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو؛ إنكم لتعلمون أني رسول الله حقًّا، وأني جئتكم بحق فأسلموا»، قالوا: ما نعلمه، قالوا للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قالها ثلاث مرارٍ، قال: «فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟» قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا، قال: «أفرأيتم إن أسلم؟»، قالوا: حاشى لله، ما كان ليسلم، قال: «أفرأيتم إن أسلم؟»، قالوا: حاشى لله، ما كان ليسلم، قال: «أفرأيتم إن أسلم؟» قالوا: حاشى لله، ما كان ليسلم، قال: «يا بن سلام؛ اخرج عليهم»، فخرج فقال: يا معشر اليهود؛ اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو؛ إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء / بالحق(15)، فقالوا: كذبت.
          زاد حميد: فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فقالوا: شرنا وابن شرنا فانتقصوه(16)، قال: هذا الذي كنت [أخاف] يا رسول الله.
          قال ابن صهيب: فأخرجهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
          وخرَّجه في باب تفسير قوله: {مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ} [البقرة:97]، وفي كتاب الأنبياء، باب قوله عزَّ وجلَّ: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة:30]، وفي باب كيف آخى النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بين أصحابه، وخرَّج بناء المسجد في باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مسجدًا، وفي باب إذا أوقف جماعة أرضًا مشاعًا؛ فهو جائز، وباب وقف الأرض للمسجد، وباب التقنع، من اللباس، وخرج حديث النطاق في باب الخبز المرقق من الأطعمة، وخرج حديث الهجرة وقصة سراقة بن مالك في علامات النبوة، وفي باب هل يزور صاحبه بكرة وعشيًّا...؛ الباب. [خ¦4480] [خ¦3329] [خ¦3938] [خ¦428] [خ¦2771] [خ¦2774] [خ¦5807] [خ¦5388] [خ¦3615] [خ¦6079]


[1] كذا في الأصل، وزيد في «اليونينية»: (إنه).
[2] زيد في «اليونينية»: (لا).
[3] كذا في الأصل، وزيد في «اليونينية»: (قال).
[4] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (وكان).
[5] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (فقطع)، وزيد فيها: (قال).
[6] كذا في الأصل، وزيد في «اليونينية»: (لهم).
[7] في الأصل: (هذه)، وهو تحريف.
[8] في الأصل: (وإلى)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».
[9] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (ذاك).
[10] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ، و{بإذن الله}: ليس في «اليونينية».
[11] كذا في الأصل، وهي رواية أبي الوقت، وفي «اليونينية»: (طعام أهل).
[12] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (سبق)، وزيد فيها: (ماؤها) من رواية الأصيلي.
[13] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (فاسألهم).
[14] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (يبهتوني).
[15] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ عن الكشميهني، وفي «اليونينية»: (بحق).
[16] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينية»: (وانتقصوه).