المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي

          2144- قال البخاريُّ: حدثنا أبو نعيم [خ¦3628] وأحمد بن يعقوب [خ¦3800] : حدَّثنا ابن الغسيل: سمعت عكرمة يقول: سمعت ابن عباس.
          2145- وحدَّثنا محمد بن يحيى أبو علي: حدَّثنا شاذان أخو عبدان: حدَّثنا أبي: حدَّثنا شعبة بن الحجاج عن هشام بن زيد قال: سمعت أنس بن مالك يقول: مر أبو بكر والعباس رضي الله عنهما بمجلسٍ من مجالس الأنصار وهم يبكون، فقال: ما يبكيكم؟ فقالوا(1) : ذكرنا مجلس النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم منا، فدخل على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فأخبره بذلك، فخرج النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقد عصب على رأسه حاشية بُرد. [خ¦3799]
          وقال ابن عباس: وعليه ملحفة متعطفًا بها على منكبيه، وعليه عصابة دسماء.
          قال: فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال.
          زاد ابن عباس: «أما بعد؛ أيها الناس؛ فإن الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام، فمن ولي منكم أمرًا يضر فيه أحدًا أو ينفعه؛ فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم».
          وقال أنس: قال: «أوصيكم بالأنصار فإنهم كَرِشِي وعَيبتي، وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا(2) عن مسيئهم».
          زاد أبو نعيم: فكان آخر مجلس جلس فيه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
          وخرَّجه في علامات النبوة، قال البخاريُّ: حدَّثنا أبو نعيم: حدَّثنا عبد الرحمن بن سليمان بن حنظلة ابن الغسيل: حدَّثنا عكرمة عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم... الحديث. [خ¦3628]


[1] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (قالوا).
[2] في الأصل: (وتجاوز)، وهو تحريف.