المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: من يضم هذا أو يضف هذا

          2143- قال البخاريُّ: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير: حدَّثنا أبو أسامة. [خ¦4889]
          قال البخاريُّ: حدَّثنا مسدد [خ¦3798] : حدَّثنا عبد الله بن داود، عن فضيل بن غزوان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة: أن رجلًا أتى النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
          فقال: يا رسول الله؛ أصابني الجَهد.
          قال ابن داود: فبعث إلى نسائه فقلن: ما معنا إلا الماء، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «من يضم هذا(1) أو يضف هذا».
          زاد أبو أسامة: «الليلة يرحمه الله».
          فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته، فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
          زاد أبو أسامة: لا تدخريه شيئًا.
          وقال ابن داود: فقالت: ما عندنا إلا قوت الصبيان(2)، فقال: هيئي طعامك، وأصبحي سراجك، ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاءً.
          زاد أبو أسامة: ونطوي بطوننا الليلة.
          فهيأت طعامها وأصبحت سراجها ونومت صبيانها، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويين، فلما أصبح؛ غدا إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: «ضحك الله عزَّ وجلَّ الليلة، وأعجب(3) من فعالكما»، فأنزل الله عزَّ وجلَّ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9].
          وخرَّجه في «التفسير». [خ¦4889]


[1] (هذا): ليس في «اليونينية».
[2] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينية»: (صبياني).
[3] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (أو عجب).