المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: هاجرت الهجرتين الأوليين

          2091- قال البخاريُّ: حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي: حدَّثنا هشام: حدَّثنا معمر عن الزهري: حدَّثنا عروة بن الزبير: أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره: أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قالا له: مالك لا تكلم خالك عثمان بن عفان في أخيه الوليد بن عقبة؟ وكان أكثر الناس فيما فعل به.
          قال عبيد الله: فانتصبْتُ لعثمان حين خرج إلى الصلاة، فقلت له: إن لي إليك حاجة وهي نصيحة لك، فقال: أيها المرء؛ أعوذُ باللهِ منك، فانصرفتُ؛ فلما قضيت الصلاة جلست إلى المسور وإلى عبد الرحمن ابن عبد يغوث فحدثتهما بالذي قلت لعثمان وقال لي، فقالا لي: قد قضيتَ الذي كان عليك، فبينما أنا جالس معهما؛ إذ جاءني رسول عثمان، فقالا لي: قد ابتلاك الله، فانطلقت حتى دخلت عليه، فقال: ما نصيحتك التي ذكرت آنفًا؟ فتشهدت ثم قلت: إن الله عزَّ وجلَّ بعث محمدًا صلى الله عليه وسلَّم وأنزل عليه الكتاب، فكنت ممن استجاب الله ورسوله وآمن(1)، وهاجرت الهجرتين الأوليين، وصحبت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ورأيت هديه، وقد أكثر الناس في شأن الوليد بن عقبة، فحق عليك أن تقم عليه الحد، فقال لي: يا بن أخي؛ آدرَكتَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قال: قلت: لا؛ ولكن قد خلص إلي من علمه ما خلص إلى العذراء في سترها، قال: فتشهد عثمان رضي الله عنه فقال: إن الله عزَّ وجلَّ بعث محمدًا صلَّى الله عليه وسلَّم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكنت ممن استجاب لله ورسوله وآمنت بما بُعِثَ به محمدٌ(2) صلَّى الله عليه وسلَّم، وهاجرت الهجرتين الأوليين كما قلت، وصحبت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وبايعته، فوالله(3) ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله عزَّ وجلَّ، ثم استخلف الله عزَّ وجلَّ أبا بكر، فوالله ما عصيته ولا غششته، ثم استُخلف عمر، فوالله ما عصيته ولا غششته، ثم استخلفتموني(4)، أفليس لي عليكم من الحق مثل الذي كان عليهم(5) ؟
          قال البخاري: وقال يونس وابن أخي الزهري عن الزهري: أفليس الذي(6) عليكم من الحق مثل الذي كان لهم؟
          قال معمر: قلت: بلى، قال: فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم، وأما ما ذكرت من شأن الوليد بن عقبة؛ فسآخذ فيه إن شاء الله بالحق.
          قال: فجلد الوليدَ أربعين جلدة، وأمر عليًّا أن يجلده، وكان هو يجلده(7).
          وخرَّجه في باب هجرة الحبشة، وباب هجرة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ومقدمه المدينة. [خ¦3872] [خ¦3927]


[1] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ عن الكشميهني، وفي «اليونينية»: (لله ورسوله وآمنت).
[2] في الأصل: (محمدًا).
[3] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ عن الكشميهني، وفي «اليونينية»: (والله).
[4] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (استخلفت).
[5] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (لهم عليَّ).
[6] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (أفليس لي).
[7] في الأصل: (وهو هو يجلد)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».