المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: أن رسول الله مات وأبو بكر بالسنح

          2084- قال البخاريُّ: حدثنا بشر بن محمد: حدَّثنا عبد الله قال: أخبرني معمر ويونس عن الزهري. [خ¦1241]
          وحدثنا موسى: حدَّثنا عبد الواحد: حدَّثنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله قال: حدثني ابن عباس، عن عمر. [خ¦4021]
          وحدثنا يحيى ابن بكير: حدَّثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة: أن عائشة أخبرته. [خ¦4452]
          وحدثني إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني سليمان بن بلال عن هشام بن عروة قال: أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة زوج النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مات وأبو بكر بالسُّنْحِ _قال إسماعيل: يعني بالعالية_ فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قالت: وقال عمر: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذلك(1)، وليبعثنه الله، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، فجاء أبو بكر. [خ¦3667]
          قال عقيل عن ابن شهاب: على فرس من(2) مسكنه بالسُّنْح حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة، فتيمم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو مغشًّى بثوب حبرة، فكشف عن وجهه، ثم أكب عليه فقبله وبكى، ثم قال: بأبي أنت وأمي، والله لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتب الله عليك فقد متها.
          وحدثني أبو سلمة عن عبد الله بن عباس: أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس.
          قال هشام: فقال: أيها الحالف؛ على رِسْلِك.
          قال ابن عباس: اجلس يا عُمر، فأبى عُمَر أن يجلس.
          قال معمر: فتشهد أبو بكر، فمال الناس إليه وتركوا عمر.
          قال هشام: فلما تكلم أبو بكر؛ جلس عمر، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه.
          قال عقيل: فقال: أما بعد.
          وقال هشام: ألا من كان يعبد محمدًا؛ فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله؛ فإن الله حي لا يموت، وقال عقيل: قال: قال الله عزَّ وجلَّ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ...} إلى: {الشَّاكِرِينَ(3) } [آل عمران:144].
          قال هشام: وقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} [الزمر:30].
          قال: فنشج الناس يبكون.
          قال عُقيل: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرًا من الناس إلا يتلوها.
          فأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعقرت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى هويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، أن النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قد مات. [خ¦4454]
          قال هشام: واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فقالوا: منا أمير ومنكم أمير.
          قال ابن عباس: قال عمر: قلت لأبي بكر: اذهب بنا إلى إخواننا من الأنصار، فلقينا منهم رجلان صالحان شهدا بدرًا، فحدثت عروة فقال: هما عُوَيم بن ساعدة ومعن بن عدي.
          فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، فذهب عمر يتكلم، فأسكته أبو بكر، وكان عمر يقول: والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلامًا قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر، ثم تكلم أبو بكر / فتكلم أبلغ الناس، فقال في كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء، فقال حباب بن المنذر: لا والله لا نفعل، منا أمير ومنكم أمير، فقال أبو بكر: لا؛ ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء، هو(4) أوسط العرب دارًا وأعربهم أحسابًا، فبايعوا عمر أو أبا عبيدة، فقال عمر: بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس، فقال قائل: قتلتم سعد بن عبادة، فقال عمر: قتله الله. [خ¦4021]


[1] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (ذاك).
[2] في الأصل: (عن فرس بن)، وهو تحريف.
[3] في الأصل: (المشركين)، وهو تحريف.
[4] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (هم).