المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: إنما كان يكفيك أن تصنع هكذا

          173- قال البخاريُّ: حدثنا محمد بن سلام قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش.
[و] حدَّثنا عمر بن حفص قال: حدثني أبي قال: حدثنا الأعمش: سمعت شقيق بن مسلمة قال: كنت عند عبد الله وأبي موسى، فقال له أبو موسى: أرأيت يا أبا عبد الرحمن إذا أجنب فلم يجد الماء _قال أبو معاوية: شهرًا_ قال أبو موسى(1) : كيف يصنع؟ فقال عبد الله: لا يصلي حتى يجد الماء. فقال أبو موسى: ألم تسمع قول عمَّار لعمر: بعثني رسول / الله صلَّى الله عليه وسلَّم في حاجة، فلم أجد الماء، فأجنبت، فتمرَّغتُ في الصعيد كما تَمَرَّغُ الدَّابة، فذكرت ذلك للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: «إنما كان يكفيك أن تصنع هكذا»، وضرب بكفِّه ضربة على الأرض، ثم مسح بها ظهر كفِّه بشماله، وظهر شماله بكفِّه، ثم مسح بها وجهه. قال يعلى عن الأعمش: وجهه وكفيه واحدة. فقال عبد الله: أفلم تر عمر لم يقنع بقول عمار. فقال أبو موسى: فَدَعْنَا من قول عمارٍ، كيف تصنع بهذه الآية _قال ابن سلام: في سورة المائدة _:{فَلَمْ تَجِدُوا مَاء فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}؟ [المائدة:6].
          قال حفص: فما درى عبد الله ما يقول. فقال عبد الله: لو أرخصَ(2) لهم في هذا؛ لأوشكوا إذا بَرَدَ عليهم الماء أن يتيمَّموا بالصعيد. قلت: وإنما كرهتم هذا لهذا؟ قال: نعم.
          خرَّجه في باب التيمم ضربة. [خ¦347]
          تم كتاب الوضوء والتيمم.


[1] في الأصل: (أبو معاوية).
[2] في الأصل: (لذا رُخِّص).