المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه

          1671- قال البخاريُّ: حدثنا إبراهيم بن المنذر: حدثنا أنس بن عياض عن هشام. [خ¦6391]
          وحدثنا عبيد بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة عن هشام. [خ¦5766]
          وحدثنا عبد الله بن محمد [خ¦5765] والحميدي [خ¦6063] قال: سمعت ابن عيينة: سألت هشامًا فحدثنا، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن.
          قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذلك.
          زاد الحميدي: مكث النَّبيُّ كذا وكذا يُخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتي.
          قال أبو أسامة: قالت: حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي؛ دعا الله ودعاه، ثم قال: «أشعرتِ يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟» قلت: وما ذلك يا رسول الله؟ قال: «جاءني رجلان، فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق، قال: في ماذا؟ قال: في مُشط ومُشَاطة». وقال سفيان: «ومشاقة»، «قال: وأين؟ قال: في جُفِّ طلعةِ ذكر تحت راعوفة(1) في بئر ذروان».
          قال أنس: وبئر ذروان في بني زريق.
          قال أبو أسامة: فذهب النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في أناس من أصحابه إلى البئر، فنظر إليها وعليها نخل. قال سفيان: حتى استخرجه، فقال: «هذه البئر التي أريتها».
          قال أبو أسامة: ثم رجع إلى عائشة فقال: «والله لكأن ماءها نُقَاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين»، قلت: يا رسول الله؛ أفأخرجته؟ قال: «لا». قال سفيان: فاستُخرِج.
          وقال الحميدي: فأمر به النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فأُخرجَ.
          قال سفيان: قالت: فقلت: أفلا تَنَشَّرت؟ فقال: «أما الله(2) ؛ فقد شفاني، وأكره أن أثير على أحد من الناس _قال [أبو] أسامة: منه_ شرًّا»، وأمر بها فدفنت.
          قال الحميدي: قالت: ولبيد بن الأعصم رجل من بني زريق حليف لليهود.
          قال البخاريُّ: يقال: المشاطة: ما يخرج من الشعر إذا مشط، والمشاقة: من مشاقة الكتان.
          قال المهلب: معناه أنه أخرج الجُفَّ بما كان فيه من المشاقة، ولم ينشر ما فيه؛ لئلا يرى الناس كيفية ما صنعه الساحر فيها، فيصنع الناس لأعدائهم مثله، والله أعلم.
          وخرَّجه في باب هل يعفى عن الذمي إذا سحر: أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم صنع به ذلك، [فلم يقتل من صنعه](3)، وكان من أهل الكتاب، وفي باب هل يستخرج السحر، وصدر فيه: وقال قتادة: قلت لسعيد بن المسيب: رجل به طِب أو يؤخذُ عن امرأته، أيحل عنه أو ينشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع؛ فلم ينه عنه، وخرَّجه في باب تكرير الدعاء، وفي باب قول الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ اللّهَ يَامُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ...} الآية [النحل:90]، وقوله: {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم} [يونس:23]، {ثُمَّ(4) بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللهُ} [الحج:60]، وترك إثارة الشر على المسلم والكافر، وفي باب صفة إبليس وجنوده. [خ¦3175] [خ¦5765] [خ¦6391] [خ¦6063] [خ¦3268]


[1] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ عن الكشميهني، وفي «اليونينية»: (رعوفة).
[2] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ وابن عساكر وأبي الوقت، وفي «اليونينية»: (والله).
[3] ما بين معقوفين جاء في الأصل بعد قوله: (فلم ينه عنه).
[4] في الأصل: (ومن)، وليس بصحيح.