المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه

          1657- قال البخاريُّ: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن عباس: أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسَرْغَ؛ لقيه أمراء الأجناد؛ أبو عبيدة ابن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام. [خ¦5729]
          وقال ابن عباس: فقال عمر: ادع إلي(1) المهاجرين الأولين، فدعاهم، فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع، فاختلفوا، فقال بعضهم: قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع إلي(2) الأنصار، فدعوتهم، فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين، واختلفوا باختلافهم، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع إلي(3) من كان ههنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فدعوتهم، فلم يختلف عليه منهم رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظَهر، فأصبحوا عليه، قال أبو عبيدة بن الجراح: أفرارًا من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم؛ نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كان لك إبل هبطت واديًا له عدوتان؛ إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بإذن الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبًا في بعض حاجته، فقال: إن عندي في هذا علمًا، سمعت رسول الله صلَّى الله / عليه وسلَّم يقول: «إذا سمعتم به بأرض؛ فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه»، قال: فحمد الله عمر، ثم انصرف.


[1] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (لي).
[2] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (لي).
[3] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (لي).