المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين

          1489- قال البخاريُّ: حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان، عن أبي موسى قال: سمعت الحسن يقول: استقبل والله الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تولي حتى يقتل أقرانها، فقال له معاوية وكان والله خير الرجلين: أي عمرو؛ إن قَتَلَ هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء مَن لي بأمور الناس، من لي بنسائهم، من لي بضيعتهم، فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس؛ عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر فقال: اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه، وقولا له، واطلبا إليه، فأتياه فدخلا عليه فتكلما، وقالا له، وطلبا إليه.
          فقال لهم(1) الحسن بن علي: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها، قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك، قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به، فما سألهما شيئًا إلا قالا: نحن لك به، فصالحه.
          فقال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى، ويقول: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين». [خ¦2704]
          قال البخاريُّ: قال لي علي بن عبد الله: إنما ثبت عندنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث.
          وخرَّجه في الفتنة بمثل هذا التبويب، وفي علامات النبوة، وفي مناقب الحسن مختصرًا. [خ¦7109] [خ¦3629] [خ¦3746]


[1] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ عن الحموي والمستملي، وفي «اليونينية»: (لهما).