المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني

          1460- قال البخاريُّ: حدثنا إسماعيل قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن نساء رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كن حِزبين، فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عائشة، فإذا كانت عند أحدهم هديةٌ يريد أن يهديها إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ أَخَّرها حتى إذا كان في بيت عائشة؛ بعث صاحب الهدية بها إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في بيت عائشة، فكلم حزب أم سلمة فقلن لها: كلمي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يكلم الناس، فيقول: من أراد أن يهدي إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم هدية؛ فليهده إليه حيث كان من نسائه، فكلمته أم سلمة بما قلن، فلم يقل لها شيئًا، فسألنها فقالت: ما قال لي شيئًا، فقلن لها: كَلِّميه، قالت: فكلمته حين دار إليها أيضًا، فلم يقل لها شيئًا، فسألنها فقالت: ما قال لي شيئًا، فقلن لها: كلميه حتى يكلمك، فدار إليها فكلمته، فقال لها: «لا تؤذيني في عائشة، فإن الوحي لم يأتني في ثوب امرأة إلا في ثوب عائشة»، قالت فقالت: أتوب إلى الله مِن أذاك يا رسول الله، ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فأرسلن إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم تقول: إن نساءك ينشدنك(1) العدل في بنت أبي بكر، فكلمته فقال: «يا بنية؛ ألا تحبين ما أحب؟» قالت: بلى، فرجعت إليهن فأخبرتهن، فقلن: ارجعي إليه، فأبت أن ترجع، فأرسلن زينب بنت جحش فأتته فأغلظت، وقالت: إن نساءك ينشدنك / الله العدل في بنت ابن أبي قحافة، فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة، فَسَبَّتْها، حتى إن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لينظر إلى عائشة هل تَكَلَّم، فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها، قالت: فنظر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى عائشة وقال: «إنها بنت أبي بكر». [خ¦2581]
          وخرَّجه في مناقب عائشة، وفي باب قبول الهدية مختصرًا. [خ¦3775] [خ¦2574]


[1] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينية»: (ينشدنك الله).