المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة

          1395- قال البخاريُّ: وقال عثمان بن الهيثم أبو عمرو: حدثنا عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: وكَّلني رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت(1) : لأرفعنك إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: إني محتاج، وعلي عيال، ولي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه، فأصبحت، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «يا أبا هريرة؛ ما فعل أسيرك البارحة؟» قال: قلت: يا رسول الله؛ شكا حالةً شديدةً وعيالًا فرحمته، فخليت سبيله(2)، قال: «أما إنه كذبك، وسيعود»، فعرفت أنه سيعود؛ لقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «سيعود» فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: دعني، فإني محتاج، وعلي عيال، لا أعود، فرحمته، فخليت سبيله، فأصبحت، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «يا أبا هريرة؛ ما فعل أسيرك؟» قلت: يا رسول الله؛ شكا حاجة وعيالًا، فرحمته، فخليت سبيله، قال: «أما إنه قد كذبك وسيعود» فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلتُ: لأرفعنك إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود، ثم تعود، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هنَّ؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: {اللّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [البقرة:255] حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربُك(3) شيطان حتى تصبح، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، [فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ] قَالَ: «مَا هِيَ؟» [قلت] : قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ؛ فَاقْرَأ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة:255] وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ _وكانوا أحرص شيء على الخير_ فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليالٍ يا أبا هريرة؟» قال: لا، قال: «ذلك شيطان». [خ¦2311]
          وخرَّجه في باب صفة إبليس وجنوده، وفي باب فضل سورة البقرة. [خ¦3275] [خ¦5010]


[1] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ، وزيد في «اليونينية»: (والله).
[2] في الأصل: (عنه)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».
[3] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (يقربنَّك).